responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 55


إنه تعالى ليس بجسم البحث الثالث : في أنه تعالى ليس بجسم .
أطبق العقلاء على ذلك إلا أهل الظاهر ، كداود ، والحنابلة كافة ، فإنهم قالوا : إنه تعالى جسم يجلس على العرش ، ويفضل عنه من كل جانب ستة أشبار بشبره ، وأنه ينزل في كل ليلة جمعة على حمار ، وينادي إلى الصباح :
" هل من تائب ، هل من مستغفر ؟ " [1] وحملوا آيات التشبيه على ظواهرها [2] .



[1] وفي الأحاديث الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام : أن الله يبعث ملكا ينادي ليلة الجمعة : " هل من تائب ، وهل من مستغفر ؟ " ، من دون أن يتجسم تعالى شأنه ( راجع : تعليقة إحقاق الحق ج 1 ص 173 ) .
[2] غير خفي على أولي الألباب : أن أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة ، كان معتقدا بأن الله جسم ، وله أعضاء : كاليد ، والوجه ، والعين . ويتمسك لذلك بظواهر الآيات المتشابهة ، وهكذا قال مالك بن أنس إمام المالكية : ( راجع : الملل والنحل ج 1 ص 93 و 104 ) . وقال الزمخشري في الكشاف ج 3 ص 301 : فإن حنبليا قلت قالوا بأنني * ثقيل حلولي بغيض مجسم قال ابن الأثير الجزري في تأريخه الكامل ج 6 ص 248 ، تحت عنوان : " ذكر فتنة الحنابلة ببغداد " . ( وفيها عظم أمر الحنابلة ، وقويت شوكتهم . . ( إلى أن قال ) : فخرج توقيع الراضي بما يقرأ على الحنابلة ، ينكر عليهم فعلهم ، ويوبخهم باعتقاد التشبيه ، وغيره ، فمنه : تارة أنكم تزعمون : أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين ، وهيئتكم الرذلة على هيئته ، وتذكرون : الكف ، والأصابع ، والرجلين ، والنعلين المذهبين ، والشعر القطط ، والصعود إلى السماء ، والنزول إلى الدنيا ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، ثم طعنكم على خيار الأئمة ، ونسبتكم شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله إلى الكفر والضلال ، ثم استدعاؤكم المسلمين إلى الدين بالبدع الظاهرة ، والمذاهب الفاجرة ، التي لا يشهد بها القرآن ) . هذا . . . وكتب الحنابلة مشحونة بهذه الخرافات في الأمور الاعتقادية ، حتى أن أبا الحسن الأشعري ، رئيس الأشاعرة ، تبعا لقدوته أحمد بن حنبل قد عقد أبوابا لهذه المناكير ، في كتابه : " الإبانة في أصول الديانة ص 36 إلى 55 . وذهب إلى هذا المذهب الوهابيون ، وقدوتهم ابن تيمية ( راجع : العقيدة الحموية ، في ضمن مجموعة الرسائل ج 1 ص 429 ، ومنهاج السنة ج 2 ص 240 إلى 278 ، والرسائل الخمس المسمى بالهدية السنية ص 97 ، 99 ، وفي الرسالة الخامسة ص 105 .

55

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست