responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 54


وكل ذلك بسبب سوء فهمهم ، وقلة تحصيلهم ، والأصل في ذلك : أنه تعالى واجب الوجود ، وكل ما عداه ممكن ، وكل ممكن فإنه إنما يصدر عنه . ولو عرف هؤلاء الله حق معرفته لم تتعدد آراؤهم ، ولا تشعبوا بحسب ما تشعب أهواؤهم .
الله تعالى مخالف لغيره البحث الثاني : في أنه تعالى مخالف لغيره بذاته .
العقل والسمع تطابقا على عدم ما يشبهه تعالى ، فيكون مخالفا لجميع الأشياء بنفس حقيقته .
وذهب أبو هاشم من الجمهور وأتباعه : إلى أنه يخالف ما عداه بصفة الإلهية ، وأن ذاته مساوية لغيره من الذوات [1] .
وقد كابر الضرورة ها هنا الحاكمة بأن الأشياء المتساوية يلزمها لازم واحد ، لا يجوز اختلافها فيه ، فلو كانت ذاته تعالى مساوية لغيره من الذوات لساواها في اللوازم ، فيكون القدم ، والحدوث ، والتجرد ، والمقارنة إلى غير ذلك من اللوازم مشتركا بينها وبين الله ، تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
ثم إنهم ذهبوا [2] مذهبا غريبا عجيبا ، وهو أن هذه الصفة الموجبة للمخالفة غير معلومة ، ولا مجهولة ، ولا موجودة ، ولا معدومة . وهذا كلام غير معقول في غاية السقوط .



[1] وأتباعه من الأشاعرة : القاضي أبو بكر الباقلاني ، وأبو المعالي الجويني ، على ما يظهر من شرح المواقف ، والملل والنحل 1 ص 99 و 100 .
[2] الملل والنحل ج 1 ص 82 عن أبي هشام ومن تبعه ، وتوجد فيه في ص 932 و 100 بعض هذه الغرائب عن أهل السنة أيضا ، فراجع .

54

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست