responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 150


دخلته الحمية والغيرة مع أنه " ص " أغير الناس ؟ ؟ وكيف أنكر أبو بكر وعمر ، ومنعهما ؟ فهل كانا أفضل منه ؟
وقد رووا عنه " ص " : ( أنه لما قدم المدينة من سفر ، خرجت إليه نساء المدينة يلعبن بالدف فرحا بقدومه ، وهو يرقص بأكمامه ) [1] .



[1] وقريب منه ما رواه عن بريد : خرج رسول الله " ص " في بعض مغازيه ، فلما انصرف ، جاءت جارية سوداء ، فقالت : يا رسول الله ، إني نذرت : إن ردك الله سالما : أن أضرب بين يديك بالدف ، وأتغنى ؟ فقال رسول الله " ص " : إن كنت نذرت فاضربي ، وإلا فلا . فجعلت تضرب ، فدخل أبو بكر ، وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، ثم دخل عمر ، فألقت الدف تحت استها ، ثم قعدت عليها ، فقال رسول الله " ص " : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ، إني كنت جالسا ، وهي تضرب ، فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ، ثم دخل عثمان وهي تضرب ، نم دخلت أنت يا عمر ، فألقت الدف . ( رواه الترمذي في الجامع ج 5 ص 384 ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث بريد ، وفي هذا الباب عن عمر وعائشة ، في أسد الغابة ج 4 ص 64 ، ومسند أحمد ج 5 ص 353 عن جابر قال : دخل أبو بكر على رسول الله " ص " ، وكان يضرب بالدف عنده ، فقعد ولم يزجر ، لما رأى من رسول الله " ص " ، فجاء عمر ، فلما سمع رسول الله صوته كف عن ذلك ، فلما خرج قالت عائشة : يا رسول الله ، كان حلالا فلما دخل عمر صار حراما ؟ فقال " ص " : يا عائشة : ليس كل الناس مرخى عليه ( الغدير - ج 8 ص 64 ونوادر الأصول للترمذي ج 2 ص 138 وروى ابن الأثير في جامع الأصول ج 11 ص 322 ط مصر ) : عن أنس بن مالك ، قال : لما قدم رسول الله " ص " المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحا بذلك ، لعبوا بحرابهم . . أقول : إذا أردنا أن نقذف بالحق على الباطل ، فيدمغه ، فإذا هو زاهق ، فلا بد وأن نعرف سر اختلاف هذه الأحاديث ، والداعي إلى افتعالها فهل الدافع لقولهم : ( يجوز أن يبعث الله الكافر نبيا ) ، هو كون عدة من الخلفاء كانوا قبل الإسلام من عبدة الأصنام ، على ما تواتر في التاريخ وأشرنا إليه في الحديث السابق : ( لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب ) ؟ أو غير ذلك ؟ . وهل سر ذلك ، والدافع إليه ، وإلى نسبة السهو ، وعدم العصمة إلى الأنبياء " ع " هو كون الخلفاء غير مأمونين من الخطأ والسهو ، وعدم علمهم بالمعارف الدينية ، والأحكام الشرعية ، كما صرح في الكتب المعتبرة ، مع أنه أساس الخلافة عندهم ؟ أو غير ذلك ؟ . وهل سر جعل أحاديث اللعب بالبنات ، وشهوده " ص " المعازف والراقصات ، والاستماع لأهازيجهن ، هو إثبات فضيلة للخليفة الأول ، والثاني كما يظهر من عدة منها ؟ . أو هو إظهار منزلة حليلته عائشة عنده ، كما يظهر من أخرى . ثم لا يقنعه ذلك كله ، حتى يطلع زوجته عليها ، في ملأ من الناس : وهو يقول لها : " أما شبعت ؟ أما شبعت ؟ وهي تقول : لا ، لأنظر منزلتي عنده . ( راجع سنن الترمذي ج 5 ص 284 والتاج الجامع للأصول ج 3 ص 314 ، ومصابيح السنة ج 2 ص 196 ) . مع أن الغناء والملاهي من عمل الشيطان ، ومما حرم في الشريعة المقدسة ، بنص الكتاب والسنة أفمن العقل أن تعزى إليه " ص " تلك المسامحة المسقطة له عن محله إلى هوة الجهل ؟ وينتهرها الخليفة الأول ، ويدحضها الثاني فحسب ، دون رسول الله " ص " ؟ وما هذا الشيطان الذي لا يخاف من الرسول ، ويفرق من عمر ؟ وأي نبي هذا الذي يسمع الملاهي ، وترقص بين يديه الرقاصة الأجنبية ، وتضرب بالدف وتغني ، أو ينظر هو وزوجته إلى تلك المواقف المخزية ، ثم يقول : " لست من دد ، ولا الدد مني ، أو يقول : " لست من دد ، ولا دد مني " ، أو يقول : " لست من الباطل ، ولا الباطل مني " ؟ ( أخرجه البخاري في الأدب ، وابن عساكر ، راجع كنز العمال ج 7 ص 323 ، وفيض القدير ج 5 ص 265 كما في الغدير ج 8 ص 74 . ألا تعجب من رسول ، يلعب الحبشة في مسجده الشريف الذي هو من أشرف بقاع الدنيا ، والذي أسس على التقوى من أول يوم ، كما صرح به القرآن الكريم قال تعالى : " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " الجن : 18 ، ألا تعجب منه ، يرى الحبشة يزفون ويرقصون ، وهو وحليلته ينظران إليهم ، وعمر ينهاهن ، ويقول النبي " ص " : " دعهن يا عمر " . وقد قال ابن منظور في لسان العرب ج 19 ص 274 : قد رخص عمر في غناء الأعراب . أقول : هذه الرواية وغيرها مما ورد في سنن البيهقي ج 10 ص 224 ، وكنز العمال ج 7 ص 235 تكشف لنا سر جعل هذه الروايات ، مضافا إلى ما ورد : من إحراز المعازف والغناء في أيام خلافة بني أمية مقاما عظيما عندهم كما صرح به أبو الفرج الإصبهاني في الأغاني ج 2 ص 20 و 211 و ج 4 ص 260 و ج 7 ص 387 و ج 8 ص 326 ثم . . أليس من شرط انعقاد النذر ، كون متعلقه راجحا ، ومما يبتغي به وجه الله ، ليكون مقربا إليه تعالى زلفى ، فيصح للناذر أن يقول : لله علي كذا . وقد قال رسول الله " ص " : " لا نذر إلا فيما يبتغى به وجه الله تعالى " ، أخرجه أبو داود ، وأحمد ، كما في التاج الجامع للأصول ج 3 ص 83 ، وقال " ص " : " ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه " ، أخرجه ابن ماجة في سننه ج 1 ص 686 فأي رجحان في ضرب المرأة الأجنبية الدف بين يدي الرجل الأجنبي ، وغنائها ورقصها أمامه ؟ إلا أن يقال : إن تلك الجارية ، أو مسجد النبي " ص " قد أباحا تلك المحظورات . . أو أنه الوضع والغلو في فضائل الشيخين وعائشة ؟ والله الهادي .

150

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست