responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 158


والأصل فيه : أن علمهم بالله تعالى أكثر وأتم ، وهم مهبط وحيه ، ومنازل ملائكته . .
ومن المعلوم أن كمال العلم يستلزم كثرة معرفته ، والخضوع والخشوع ، فينا في صدور الذنب ، لكن الاجماع دل على أن النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز أن يكون أقل حالا من آحاد الأمة .
ومنها : أنه يلزم أن يكون مردود الشهادة ، لقوله تعالى : " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا " [1] ، فكيف تقبل شهادته في الوحي ويلزم أن يكون أدنى حالا من عدول الأمة ، وهو باطل بالإجماع .
ومنها : أنه لو صدر عنه الذنب ، لوجب الاقتداء به ، لقوله تعالى :
" أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " [2] ، " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " [3] ، " فاتبعوني " [4] ، والتالي باطل بالإجماع ، وإلا اجتمع الوجوب والحرمة .
نزاهة للنبي صلى الله عليه وآله عن دناءة الآباء وعهر الأمهات المبحث الثالث : في أنه يجب أن يكون منزها عن دناءة الآباء ، وعهر الأمهات [5] .



[1] الحجرات : 30
[2] النساء : 59 .
[3] الأحزاب : 21
[4] آل عمران : 31 وطه : 90
[5] مسألة طهارة آباء النبي وأمهاته هي من المعارف الأصيلة عند الإمامية ، تأسيا بأئمتهم المعصومين عليهم السلام ، وقد قال الله عز وجل : " وتقلبك في الساجدين " الشعراء : 219 ، فروى ابن بابويه بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله أين كنت وآدم في الجنة ؟ قال : كنت في صلبه ، وهبط إلى الأرض وأنا في صلبه ، وركبت السفينة في صلب نوح " ع " ، وقذف بي في النار في صلب إبراهيم ، لم يلتق أبوان على سفاح قط ، لم يزل الله ينقلني في الأصلاب الطيبة ، إلى الأرحام الطاهرة ، هاديا مهديا ، حتى أخذ الله بالنبوة عهدي ، وبالاسلام ميثاقي . ( الحديث . . ) . وعن أبي ذر رحمه الله ، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، نسبح الله تعالى عند العرش ، قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه ، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه ، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه ، ولقد قذف إبراهيم في النار ونحن في صلبه ، فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى إلى عبد المطلب ، فقسمنا نصفين ، فجعلني في صلب عبد الله وجعل عليا في صلب أبي طالب . ( الحديث ) راجع تفسير البرهان ج 2 ص 192 وقال علي بن إبراهيم : حدثني محمد بن الوليد ، عن محمد بن الفرات ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : " الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين " ، قال : في أصلاب النبيين صلوات الله عليهم أجمعين ( تفسير القمي ص 474 ، ونور الثقلين ج 4 ص 69 ، والبحار ج 15 ص 3 ) . وعن أبي الجارود ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام ، عن قوله عز وجل : " وتقلبك في الساجدين " ؟ قال : يرى تقلبه في أصلاب النبيين من نبي إلى نبي ، حتى أخرجه من صلب أبيه ، من نكاح غير سفاح ، من لدن آدم ( بحار الأنوار ج 15 ص 3 ) . وقال الطبرسي : وقيل : معناه : وتقلبك في أصلاب الموحدين ، من نبي إلى نبي ، حتى أخرجك نبيا ، عن ابن عباس ، في رواية عطا وعكرمة ، وهو المروي عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله صلوات الله عليهما ، ( تفسير مجمع البيان ج 7 ص 207 ) . وقد سبق وذكرنا ما في النهج عن علي عليه السلام ، في شأن الأنبياء عليهم السلام . وعقد السيوطي بابا لذلك في كتابه : " الخصائص الكبري ج 1 ص 37 ط حيدر آباد دكن " وقال ما لفظه : أخرج ابن سعيد ، وابن عساكر ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح . وأخرج الطبراني ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما ولدني من سفاح الجاهلية شئ ، وما ولدني إلا نكاح كنكاح الإسلام . وأخرج ابن سعد ، وابن عساكر ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خرجت من نكاح غير سفاح . وأخرجه ابن سعد ، وابن أبي شيبة ، في المصنف ، عن محمد بن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إنما خرجت من نكاح : ولم أخرج من سفاح ، من لدن آدم ، لم يصبني من سفاح الجاهلية شئ ولم أخرج إلا من طهرة . وأخرج أبو نعيم ، من طريق عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لم يلتق أبواي قط على سفاح . لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة ، مصفى ، مهذبا ، لا تتشعب شعبتان إلا كنت في خيرهما . وأخرجه البزار ، والطبراني ، وأبو نعيم ، من طريق عكرمة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : " وتقلبك في الساجدين " قال : ما زال النبي صلى الله عليه وآله يتقلب في أصلاب الأنبياء حتى ولدته أمه . وراجع أيضا كنز العمال ج 6 للمتقي الهندي طبع حيدر آباد دكن ، والطبقات الكبرى ج 1 القسم الأول ص 31 لمحمد بن سعد ، كاتب الواقدي ، طبع ليدن . وقال بعض العارفين : ولما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم فالمسجود له حقيقة هو الله تعالى ، وآدم عليه السلام كالقبلة ، وتلك القبلة المقصد الأعظم منها إنما هو النور المحمدي ، الذي في جبهته ولما حملت حواء " ع " بشيث انتقل ذلك النور إليها . . ثم لما وضعته " ع " ظهر ذلك النور في جبهته وكان هو وصي آدم " ع " على ذريته ، وأوصاه آدم : أن لا يضع ذلك النور إلا في المطهرات من النساء ، ولم تزل هذه الوصية جارية بينهم ، تنتقل من قرن إلى قرن ، إلى أن وصل ذلك النور إلى جده عبد المطلب ، ثم إلى ابنه عبد الله ، ثم إلى أمه آمنة ، وطهر الله تعالى هذا النسب من سفاح الجاهلية . . ( سيرة زيني دحلان مفتي ديار مكة في هامش السيرة الحلبية ج 1 ص 8 ) . وقال في صفحة ( 33 ) في كتابه هذا : " وقد صح في أحاديث كثيرة : أنه صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، قال : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطيبات ، وفي رواية : لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة . ( إلى أن قال ) قوله صلى الله عليه وآله : من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، ودليل على أن آباء النبي صلى الله عليه وآله وأمهاته إلى آدم وحواء ليس فيهم كافر ، لأن الكافر لا يوصف بأنه طاهر . وقال في صفحة ( 59 ) ، بعد نقل الرواية : فالكافر لا يوصف بأنه طاهر ، فقيه دليل على طهارة آبائه وأمهاته من الكفر . وقال في صفحة ( 62 ) : وقال الفخر الرازي في تفسيره : إن أبوي النبي صلى الله عليه وآله كانا على الحنيفية دين إبراهيم " ع " ، كما كان زيد بن عمرو بن نفيل ، وأضرابه . بل إن آباء الأنبياء كلهم ما كانوا كفارا ، تشريفا لمقام النبوة ، وكذلك أمهاتهم ، وإن آزر لم يكن أبا لإبراهيم ، بل كان عمه ، ويدل لذلك قوله تعالى : " وتقلبك في الساجدين " مع قوله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : " لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . وقال تعالى : " إنما المشركون نجس " ( التوبة : 28 ) ، فوجب أن لا يكون أحد أجداده مشركا : ( وأن لفظ الأب قد يطلق على العم ، كما قال أبناء يعقوب له : " نعبد إلهك ، وإله آبائك : إبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ( البقرة : 133 ) فسموا إسماعيل : أبا له مع أنه كان عما له ) وراجع أيضا التفسير الكبير للفخر الرازي ج 24 ص 175 ، وزاد زيني دحلان قوله : " وقد ارتضى كلامه هذا أئمة محققون ، منهم العلامة السنوسي ، والتلمساني محشي الشفاء ، فقالا : لم يتقدم لوالديه صلى الله عليه وآله شرك ، وكانا مسلمين ، لأنه عليه الصلاة والسلام انتقل من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ، ولا يكون ذلك إلا مع الإيمان بالله تعالى . ( ما نقله المؤرخون قلة حياء وأدب ) ، وقد أيد جلال الدين السيوطي كلام الفخر الرازي بأدلة كثيرة ، وألف في ذلك رسائل ، فجزاه الله خيرا ، وشكر سعيه . . قال حافظ بن ناصر رحمه الله : تنقل أحمد نورا عظيما * تلألأ في جباه الساجدينا تنقل فيهم قرنا فقرنا * إلى أن جاء خير المرسلينا ( إنتهى كلام زيني دحلان ) وقال الماوردي ، في كتاب أعلام النبوة : وإذا اختبرت حال نسبه صلى الله عليه وآله ، وعرفت طهارة مولده ، علمت أنه سلالة آباء كرام . ليس فيهم مستر ذل بل كلهم سادة ، قادة . وشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة . ( السيرة الحلبية ج 1 ص 28 وفي هامشها ، والسيرة النبوية لزيني دحلان ج 1 ص 12 ) .

158

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست