وثانيا رطب ، وفي رواية : احتطبت حطبا فبعته واشتريت بذلك طعاما ، والطعام خبز ولحم ، وفي رواية : جئت بمائدة عليها بط [1] ، وفي رواية : عليها رطب ، وجمع بأنه أولا قدم الخبز واللحم الذي هو البط والتمر ، ثم قدم الرطب ، فلم يتحد المقدم ، وفي مسند الإمام أحمد : إن المرات ثلاث ، وإن المقدم فيه متحد - انتهى ، أقول : تقديم الرطب في المرة الثانية يخالفه ما تقدم أنه في المرة الثانية كان تمرا ، والله أعلم ) . ( ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدر وأحد ، فكان أول مشاهده الخندق - كما سيأتي - ، وكان بعد ذلك يقال له : سلمان الخير ، وكان معدودا من أخصائه ( صلى الله عليه وآله ) ، قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله : كاتب يا سلمان ، فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نخلة ، أي ودية - على وزن فعلية - : وهي النخلة الصغيرة التي يقال لها : الفسيلة ، أحييها له بالتفقير - بالفاء ثم القاف - : أي الحفر ، ( أي ) ومن ثم قيل للبئر : الفقير ، أي احفر لها واغرسها بتلك الحفرة وتصير حية بتلك الحفرة ، أي وأتعهدها إلى أن تثمر ، والودية والفسيلة : هي النخلة الصغيرة التي جرت العادة بأن تنقل من المحل الذي نبتت فيه ( 1 ) إلى محل آخر ، لكن في كلام بعضهم : إذا خرجت النخلة من النواة قيل لها : غريسة ، ثم يقال له ودية ، ثم فسيلة ، ثم إشاءه ، فإذا فاتت اليد فهي جبارة ، ويقال للنخلة الطويلة : عوانة - بلغة عمان - ، وفي الحديث : ( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فاستطاع ( أن يغرسها ) قبل أن تقوم فليغرسها ) ، وعلى أربعين أوقية ، أي من ذهب - كما سيأتي - ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعينوا أخاكم ، فأعانوني بالنخيل ( 3 ) ، الرجل بستين ، والرجل بعشرين ودية ، و الرجل بخمسة عشر ، والرجل يعين بقدر ما عنده ، حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية ، قال : وفي رواية : إنه كوتب على أن يغرس لهم خمسمائة فسيلة ، أي
[1] بط ، طير مائي قصير العنق والرجلين يقال له بالفارسية مرغابي . ( 2 ) في المصدر : تنبت فيه . ( 3 ) في المصدر : النخل .