responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 655


للأحداق ، ومجموعا ظريفا يحلو للأذواق ، ذا ترتيب وتقرير أبهى من أيام الشباب ، وتنويع وتحبير أشهر من لذيذ التراب ، فيه من المعاني الرشيقة ما يطير به الناظر طربا ، ومن الحكم الأنيقة ما يبهر القلوب عجبا ، ومن الروايات الشريفة ما يكمل بمضامينه الإيمان ، ومن الحكايات المنتفه ما يزيد بعناوينه العرفان ، ومن درر الحكم ما أخجل به عقود الجمان ، ومن غرر الكلم ما فضح به قلائد العقبان :
فرايد تستحلي الرواة قريضها * ويلهو بها عن كاهب الحي ساهر ولقد تتبع آثاره وروى أخباره ، فشنف ببيان ترجمته الأسماع ورصع بذكر أوصافه وشاح الأسجاع ، وتفجرت ينابيع الحكمة من أقلامه وجرت جداول العرفان حين أملى من إكمامه ، وفاحت من أوراقه نفحات القدس والألطاف ، وقرت لعمري بذلك عيون وإن زعمت اناف ، فيا له من شرف حواه ما أوثق عراه وأرفع ذراه ، ولقد نور الله تعالى ساحة الأرض بإبراز هذا الكتاب وبيض وجوه أوراق الأيام بسواد هذا الخطاب ، ولعمري إنه كتاب فوايده جليلة عوائده جزيلة سرائره دقيقة ظواهره رقيقة كلماته رشيقة موارده عين الحقيقة ، بحر قعره لا يدرك ، طود إلى ذراه لا يسلك ، كتاب يضوع من شذأه الريحان ، ولا يضيع من تمسك باذباله عن حمى الإيمان :
كتاب لو أن الليل يرمى بمثله * لقلت بدا عن حجريته ذكاء تهادى بابكار المعاني وعونها * وأعيان لفظ ما لهن كفاء شوارد إلا انهن أو الف * ضرائر إلا أنهن سواء وأظن أنه متفرد بذلك ، غير مسبوق الخوض في هذه المسالك ، فإن المتقدمين أهملوا تدوينه ، والحمد لله تعالى على أنه تجلى في آخر الزمان بأحسن زينه ، فلله تعالى دره ، مع أنه لم يسبق إلى هذه المرتبة ، نقح هذا الأمر وهذبه وسواه ورتبه في أي صورة ما شاء ركبه ، فكأن الأخبار نصب عينيه والأحاديث طوع يديه ، لا زال مبنى فضله معربا عن حركات التأليف ومعرب فضله مبينا على كل أساس شريف .

655

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 655
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست