( وما هي من الظالمين ببعيد ) [1] ، ففي فرحة الغري في حديث اختصرناه : إن رجلا دخل على الحجاج فكلمه بكلام فأغلظ له الحجاج في الجواب ، فقال : أيها الأمير ! ما لقريش منقبة يعتدون بها إلا ونحن نعتد بها ، ثم ذكر مناقب ، منها قال : ( ونذرت منا امرأة حين أقبل الحسين عليه السلام إلى العراق ، إن قتله الله أن تنحر عشرة جزور ، فلما قتل وفت بنذرها - الخبر ) [2] ولنعم ما قيل : ويكبرون بأن قتلت وإنما قتلوا بك التكبير والتهليلا قوله : فإذا أنا بخاتم النبوة معجون - اه ، في حديث مولد النبي الذي رواه الشيخ أبو الحسن البكري عن آمنة [3] ، قالت فيه : ( ورأيت في يد الثالث حريرة مطوية ، وإذا بخاتم من نور يشرق كالشمس ، ثم حمل ولدي فناوله صاحب الطست ، وصبب عليه الآخر من الإبريق سبع مرات ، ثم ختم بذلك الخاتم بين كتفيه ، ثم لفه تحت جناحيه وغيبه عني ، وكان ذلك رضوان خازن الجنان . ) [4] وعن المناقب : ( كان بين كتفيه خاتم النبوة ، كلما أبداه غطى نوره [5] نور الشمس ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، توجه حيث شئت فأنت منصور ، في حديث جابر بن سمرة : رأيت خاتمه مضروب بين كتفيه مثل بيض الحمامة ، وسئل الخدري عنه قال : بضعة ناشزة [6] ،
[1] اقتباس من الكريمة هود : 83 . [2] فرحة الغري : 14 . [3] آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة ابن كلاب بن مرة ، أمها برة بنت عبد الغري بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب ، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ست سنين خرجت به إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ، ثم رجعت به أمه إلى مكة فلما كانوا بالأبواء توفيت ، فقبرها هناك . [4] البحار 15 : 327 . [5] في المصدر : علا نوره . [6] البضعة - بالفتح وقد يكسر - : القطعة من اللحم ، ناشزة : قطعة لحم مرتفعة على الجسم .