نعم صرح غير واحد من الأصحاب باختصاص الحلية بغير النبي صلى الله عليه وآله ، بل والأئمة عليهم السلام ، وعد بعضهم حرمتها عليه صلى الله عليه وآله في خصايصه ، واستدل لها في التذكرة [1] بحديث سلمان وما تقدم من امتناعه رضي الله عنه من أكلها ، وأنت خبير بأن عدم الأكل أعم من حرمة المأكول ، ولعله كان يكرهها كما استكره جملة من المأكولات ، مع أنه لو دل عليها لعم التحريم جميع الهاشميين ، لما عرفت أنه لم يأكل مما جاء به سلمان صدقة أمير المؤمنين عليه السلام وحمزة وعقيل ، ولتمام الكلام محل آخر . وإنما الإشكال في القسم الرابع ، من اقتضاء الحصر المذكور جوازها ، وبه يقيد ما دل على حصر المحرمة في مطلق الصدقة الواجبة ، ومن ظهور حديث الخمس وخبر الأمالي والنهج في التحريم ، وهو الأقوى ، وربما يؤيدها قول أم كلثوم في الكوفة - كما في منتخب الطريحي [2] - : ( إن الصدقة حرام علينا أهل البيت ) [3] ، فإن حملها على الزكاة في غاية البعد ، وعلى المندوبة خلاف الاجماع ، ولعلها كانت من المنذورة ، شكرا لقتل أبي عبد الله عليه السلام ،
[1] تذكرة الفقهاء 1 : 233 [2] الفقيه المحدث الشيخ فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن علي بن أحمد الطريحي الأسدي ، ينتهي نسب طائفة آل طريح إلى حبيب بن مظاهر الأسدي وسموا بجدهم طريح النجفي ، ولد في النجف الأشرف سنة 979 ، قال في تنقيح المقال : ( كان أديبا فقيها محدثا عظيم الشأن جليل القدر رفيع المنزلة ، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم . ) ، له تأليفات قيمة كالاحتجاج ، ومجمع البحرين ، ولد في النجف الأشرف سنة 979 وتوفي في الرماحية سنة 1087 ونقل جثمانه الشريف إلى النجف الأشرف ودفن بظهر الغري . [3] المنتخب 2 : 478 مع اختلاف يسير .