وروى شيخ الطائفة وفخر الأعاجم محمد بن الحسن بن علي الطوسي قدس الله تربته الزكية ، في كتاب الغيبة عن أحمد بن إدريس ، عن علي بن محمد ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( دخل سلمان ( رضي الله عنه ) الكوفة ونظر إليها وذكر ما يكون من بلائها حتى ذكر ملك بني أمية والذين من بعدهم ، ثم قال : فإذا كان ذلك فالزموا إحلاس بيوتكم حتى يظهر الطاهر بن الطاهر المطهر ذو الغيبة الطريد الشريد [1] ) . [2] الإحلاس جمع حلس - بالكسر - : كساء يوضع على ظهر البعير تحت البرذعة ، أي الزموا بيوتكم لزوم الإحلاس ولا تخرجوا منها فيقعوا في الفتنة . أشار رحمه الله إلى ما ينبغي فعله في زمان الغيبة ، وفي الكافي عن سدير : قال : ( قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير ! الزم بيتك وكن حلسا من إحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار ، فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك ) [3] ، وروى النعماني عن يمان التمار قال : ( قال أبو عبد الله عليه السلام : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، المتمسك فيها بدينه كالخارط لشوك القتاد [4] بيده ، ( ثم أومى أبو عبد الله عليه السلام بيده هكذا ، قال : فأيكم تمسك شوك القتاد بيده ؟ ) [5] ، ثم أطرق مليا ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة ، فليتق الله عبد ( عند غيبته ) وليتمسك بدينه ) [6] . وحيث إن التمسك بالدين في زمان الغيبة - كما يظهر من هذا الخبر وغيره - في غاية الصعوبة ، لكثرة تطرق الشبهات والأوهام وطول العهد وفقد
[1] الغيبة : 103 ، وفيه : ( الشريد الطريد ) . [2] طرده وأطرده : أبعده ونحاه ، شرد عني فلان : نفر . [3] روضة الكافي 2 : 80 . [4] الخرط : قبض اليد إلى أعلى ، الغصن ومره إلى أسفله ، والقتاد - كسحاب - شجر عظيم له شوك مثل الإبر ، وخرط القتاد يصرب مثلا للأمور الصعبة . [5] مصدر خالية عن هذه العبارة ويوجد في نسخ الكافي والبحار . [6] الغيبة للنعماني : 169 ، الكافي 1 : 335 ، البحار 52 : 135 .