أسلم راغبا وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلي في جسمه أحوالا ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا . ) [1] ، ويكون المحذوف بالنسبة إلى صهيب هو النار . مع أن الاستباق إنما هو إلى أمر محبوب وشئ مرغوب ، كما قال السيد الرضي [2] قدس الله تربته عند قوله عليه السلام : ( ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق ، والسبقة الجنة والغاية النار ) ما لفظه : ( فإن فيه مع فخامة اللفظ وعظم قدر المعنى وصادق التمثيل ، وواقع التشبيه سرا عجيبا ومعنى لطيفا ، وهو قوله عليه السلام : ( والسبقة الجنة ، والغاية النار ) كما قال : ( والسبقة الجنة ) ، لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب وغرض مطلوب ، وهذه صفة الجنة وليس هذا المعنى موجودا في النار ، تعوذ بالله ، فلم يجز أن يقول : ( والسبقة النار ) - أي آخر ما قال رحمة الله عليه . ) [3] ولما في تفسير الإمام عليه السلام في قوله تعالى : ( ومن يشري نفسه ابتغاء مرضات الله - الآية ) بعد كلام له عليه السلام : ( ( قال علي بن الحسين عليهما السلام : ) وهؤلاء خيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم ، فمنهم بلال وصهيب وخباب وعمار وأبواه - إلى أن قال : - وأما صهيب فقال : أنا شيخ كبير لا يضركم ( إن ) كنت معكم أو عليكم ، فخذوا
[1] مجالس المؤمنين 1 : 263 نقلا عن حلية الأولياء . [2] أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام الكاظم عليه السلام الشريف الرضي ذو الحسبين ، كان نابغة من رجالات الأمة ، إماما في علم الأدب واللغة وفي الطليعة من علماء الشيعة وشعرائها ومفسريها مع ما كان له من علو الهمة وبعد الشأن في الكرم والفضل ، قال الثعالبي في اليتيمة بع كلام له في فضيلته : ( لو قلت إنه أشعر قريش لم أبعد عن الصدق ) ، ولد ببغداد سنة 356 ونشأ بها وتوفي بها محرم سنة 406 ، صلى عليه الوزير ودفن في داره وكان أخوه المرتضى لم يستطع أن ينظر إلى جنازته فمضى إلى المشهد الكاظمي . [3] نهج البلاغة ، الخطبة 28 .