responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 40


وغطوا رؤوسهم ، ولهم خنين ، وما أتى على أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم أشد منه .
ويتوقف المرء المسلم طويلا أمام ما ذكره البخاري عن الحادثة بالرغم من حذفه قسما مهما منها إذ قال :
فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول ( صلى الله عليه وآله ) : سلوني [1] ، فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي [2] .
وقد حاول البعض تحريف القضية على أنها نزلت إثر سؤال من النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن الصوم كما ذكر ذلك مسلم في صحيحه قائلا :
" رجل أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما رأى عمر ( رضي الله عنه ) غضبه . قال : رضينا بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله . فجعل عمر يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه ( صلى الله عليه وآله ) [3] .
فالعاقل يتعجب إن قرأ هذا النص ، كيف يغضب النبي ( صلى الله عليه وآله ) غضبا شديدا من سؤال عن الصوم ؟ ! فهل السؤال يستوجب غضبا شديدا من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) والمعروف عنه الحلم ، والصبر ؟
ويتوقف القارئ لبكاء المسلمين ، حين غطوا رؤوسهم خجلا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كما ورد في النصوص الأخرى . ويندهش القارئ من تذلل عمر للرسول ( صلى الله عليه وآله ) وتقبيله قدمه ، وطلبه العفو منه . وتنكشف الحقيقة بقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أين الساب لأهل بيتي ، ليقم إلي وينتسب إلى أبيه [4] . فقال أنس بن مالك : " فما أتى على أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم أشد منه " [5] .



[1] صحيح البخاري 1 / 136 .
[2] صحيح البخاري ، 8 ، 94 ، تفسير ابن كثير 2 / 175 .
[3] صحيح مسلم 3 / 167 .
[4] تذكرة الفقهاء 2 / 470 .
[5] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 7 / 188 .

40

نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست