نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 391
وقالت أم عبد الله بنت حنتمة : لما كنا نرتحل مهاجرين إلى الحبشة ، أقبل عمر حتى وقف علي ، وكنا نلقى منه البلاء والأذى والغلظة علينا [1] . وكانت العرب في الجاهلية تأنف من ضرب النساء من عادة مألوفة لديها . لذلك لما ضرب عمر زوجته وكان عنده الأشعث بن قيس ضيفا ، قال له عمر : اكتم علي . وعندما أراد عبيد الله بن زياد ضرب زينب بنت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، عند أسرها في كربلاء لكلام قالته ، قال له أحد أعوانه : إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها ، فتوقف عبيد الله عن الضرب . ومن آثار خشونته أنه وثب على ختنه لدخوله الإسلام ، فوطأه وطئا شديدا ، ونفح أخته المسلمة بيده نفحة فدمى وجهها [2] . وقالت أم عبد الله بنت أبي حثمة ، وكانت زوج عامر بن ربيعة : كنا نرحل إلى أرض الحبشة ، وقد ذهب عامر لبعض حاجته ، إذ أقبل عمر وهو على شركه ، حتى وقف علي . وكنا نلقي منه البلاء أذى وشدة ، فقال : أتنطلقون يا أم عبد الله ؟ قالت : قلت : نعم والله لنخرجن في أرض الله ، فقد آذيتمونا وقهرتمونا ، حتى يجعل الله لنا فرجا . قالت : فقال : صحبكم الله . قالت : فلما عاد عامر أخبرته ، وقلت له لو رأيت عمر ورقته وحزنه علينا . قال : أطمعت في إسلامه ؟ قلت : نعم . فقال : لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب ، لما كان يرى من غلظته ، وشدته على المسلمين فهداه الله فأسلم . وغلظته مع المسلمين المستضعفين تظهر من قول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) له : ( بعد أن أخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ) : ما أنت منته يا عمر ، حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة .
[1] عبقرية عمر ، العقاد 32 . [2] الطبقات لابن سعد 3 / 191 .
391
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 391