نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 243
وعن السائب بن يزيد قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو لألحقنك بأرض دوس ، وقال لكعب : لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة [1] . في حين سمح عمر لكعب بذكر قصص أهل الكتاب وعلومهم الدينية في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) [2] ولم يخف اختلاطها بالقرآن . وقال ابن عباس : كنا نكتب العلم ولا نكتبه ، أي أنهم يكتبون الحديث كي يحفظوه ثم يمحونه . وقال محمود أبو رية العالم المصري الكبير عن عذر عمر في خوفه من اختلاط الحديث مع القرآن : " هو سبب لا يقتنع به عاقل عالم . . . اللهم إلا إذا جعلنا الأحاديث من جنس القرآن في البلاغة ، وأن أسلوبها في الإعجاز من أسلوبه . وهذا ما لا يقره أحد حتى الذين جاءوا بهذا الرأي . إذ معناه إبطال معجزة القرآن ، وهدم أصولها من القواعد . وبين الحديث والقرآن ولا ريب فروق كثيرة ، يعرفها كل من له بصر بالبلاغة وذوق في البيان . على أن هذا السبب الذي يتشبثون به قد زال بعد أن كتب القرآن في عهد أبي بكر على ما رووه . وبعد أن نسخ في عهد عثمان ووزعت منه نسخ على الأمصار وأصبح من العسير بل من المستحيل أن يزيدوا على القرآن حرفا واحدا " [3] . وقال مالك بن أنس إن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب هذه الأحاديث أو كتبها ثم قال : لا كتاب مع كتاب الله [4] .
[1] كنز العمال 10 / 291 ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 1 / 360 ، تاريخ أبي زرعة 270 . [2] أنظر باب كعب الأحبار . [3] أضواء على السنة المحمدية ص 50 . [4] كنز العمال 10 / 29475 ، وذكرها ابن عبد البر .
243
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 243