نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 220
وكان عمر ( رضي الله عنه ) لا يعرف الكثير من معاني القرآن ويمنع من معرفتها ، فقد جاءه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما الجوار الكنس ، فطعن عمر بخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها بيده عن رأسه فقال : أحروري ؟ والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لأنحيت القمل عن رأسك [1] . وإن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن ، فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخيل فقال : من أنت ؟ قال : أنا عبد الله صبيغ : فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه فقال : أنا عبد الله عمر ، فجعل له ضربا حتى دمي رأسه ، وترك ظهره ودبره ، ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود له ، قال صبيغ : إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلا جميلا ، وإن كنت تريد أن تداويني ، فقد والله برئت ، فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري : أن لا يجالسه أحد من المسلمين ؟ ! ! أي أن عمر لا يسمح بالسؤال عن تفسير الآيات وفهم معانيها ونظريته تتمثل في تجريد القرآن الكريم . ولكن في القرآن ناسخ ومنسوخ وفيه خاص وعام كقوله : { وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي } [2] . والعام مثل : { أقيموا الصلاة } [3] . وفيه المحكم والمتشابه والمطلق والمقيد . فكيف يفهم المسلم هذه الآيات إن سار على نظرية الخليفة عمر في تجريد القرآن الكريم عن التفسير ؟ ! !