نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 210
ثم طبق عمر بن الخطاب ذلك المنهج بحذافيره . أخرج المتقي الهندي ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من تلقى من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئا من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف ، والألواح ، والعسب ، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ، فقتل وهو يجمع ذلك إليه [1] . . . أي مضت اثنا عشر سنة من حكم أبي بكر وعمر ولم يجمعوا القرآن الكريم ! ! وقد قال الله سبحانه في محكم كتابه الشريف : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [2] . والمسلمون اليوم من سنة وشيعة متفقون على صحة القرآن الكريم الموجود بين أيدينا بلا نقص ولا زيادة ولا تحريف . ولا يعني هذا أنه لا يوجد سابقا بعض العلماء منهم ممن يقول بخلاف ذلك ، بل أنه يوجد علماء سابقون عندهم ممن يقول بنقص القرآن وتحريفه إلا أن العلماء الآخرون وهم الأغلبية قد تغلب قولهم وانتصر عند الطائفتين والحمد لله ، ومن القائلين بنقص القرآن المجلسي والكليني والبرقي والبخاري ومسلم [3] . وفي أيامنا هذه لم نسمع بعالم مسلم سني أو شيعي يتبع من يقول بتحريف أو نقص أو زيادة في الكتاب الكريم . إذن المسلمون اليوم متفقون على صحة القرآن الكريم وأنه بلا زيادة ولا نقصان . وسوف نجد في هذا الموضوع أن ممن كان يقول بنقص القرآن عمر بن الخطاب إلا أن جمهور المسلمين خالفوه في ذلك . وأيده أبو موسى الأشعري وعبد الله بن عمر وزيد بن ثابت وابن عوف . وقد احتج عالم الأزهر محمود أبو رية على القول بنقص القرآن قائلا :
[1] منتخب كنز العمال 2 / 45 . [2] الحجر ، 9 . [3] صحيح البخاري 10 / 43 ، أضواء على السنة النبوية ، أبو رية ص 256 .
210
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 210