نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 205
كتابك ، فتذكر فيه ما الله أهله في عظمته وقدرته وسلطانه ، وما اصطفى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع كلام كثير لك فيه تضعيف ، ولأبيك فيه تعنيف ، ذكرت فيه فضائل ابن أبي طالب ، وقديم سوابقه وقرابته إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومواساته إياه في كل هول وخوف ، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك ، فأحمد ربا صرف هذا الفضل عنك ، وجعله لغيرك ، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب ، وحقه لازما لنا ، مبرورا علينا ، فلما اختار الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده وأتم له ما وعده ، وأظهر دعوته ، وأبلج حجته ، وقبضه الله إليه صلوات الله عليه ، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه ، وخالفه على أمره ، على ذلك اتفقا واتسقا ، ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما ، فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما ، فهما به الهموم وأرادا به العظيم ، ثم إنه بايع لهما وسلم لهما ، وأقاما لا يشركانه في أمرهما ، ولا يطلعانه على أمرهما ، حتى قبضهما الله ، ثم قام ثالثهما عثمان فهدى بهديهما وسار بسيرهما ، فعبته أنت وصاحبك ، حتى طمع فيه الأقاصي من أهل المعاصي ، فطلبتما له الغوائل وأظهرتما عداوتكما فيه ، حتى بلغتما فيه مناكما ، فخذ حذرك يا ابن أبي بكر ، وقس شبرك بفترك ، يقصر عنه أن توازي وتساوي من يزن الجبال بحلمه ، لا يلين عن قسر قناته ، ولا يدرك ذو مقال أناته ، أبوك مهد مهاده وبنى لملكه وساده ، فإن يكن ما نحن فيه صوابا ، فأبوك استبد به ونحن شركاؤه ، ولولا ما فعل أبوك من قبل ، ما خالفنا ابن أبي طالب ، ولسلمنا إليه ، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا ، فأخذنا بمثله ، فعب أباك بما بدا لك أو دع ذلك ، والسلام على من أناب [1] . وفي هذه الرسالة اعتراف واضح وصراحة شاملة بسلب أبي بكر وعمر الخلافة من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وقد اضطر إليها معاوية في رد حجة محمد بن