responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 198


وكان الصحابة يرجعون إليه ( أي الإمام علي ) في أحكام الله ، ويأخذون عنه الفتاوى ، كما قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) في عدة مواطن : لولا علي لهلك عمر [1] .
وذكر ابن أبي الحديد ، حدثني الحسين بن محمد السيني قائلا : " قرأت على ظهر كتاب ، أن عمر نزلت به نازلة ، فقام لها وقعد وترنح لها وتقطر ، وقال لمن عنده : معشر الحاضرين ما تقولون في هذا الأمر ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين :
أنت المفزع والمنزع ، فغضب وقال : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا } [2] ثم قال : أما والله إني وإياكم لنعلم أين نجدتها والخبير بها . قالوا : كأنك أردت ابن أبي طالب ؟
قال : وأنى يعدل بي عنه ، وهل طفحت حره مثله ؟ قالوا : فلو دعوت به يا أمير المؤمنين ؟ قال : هيهات إن هناك شمخا من بني هاشم ، وإثرة من علم ولحمة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . يؤتى ولا يأتي ، فامضوا بنا إليه ، فاقصدوا نحوه ، وأفضوا إليه ، فألفوه في حائط له عليه تبان ، وهو يتوكل على مسحاته ويقرأ { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } [3] إلى آخر السورة ، ودموعه تهمي على خديه ، فأجهش الناس لبكائه ، فبكوا ثم سكت وسكتوا . فسأله عمر عن تلك الواقعة فأصدر جوابها .
فقال عمر : أما والله لقد أرادك الحق ، ولكن أبى قومك ، فقال : يا أبا حفص :
خفض عليك من هنا ومن هنا ، إن يوم الفصل كان ميقاتا . فوضع عمر إحدى يديه على الأخرى ، وأطرق إلى الأرض ، وخرج وكأنما ينظر في رماد [4] .
ومن الإنصاف القول : إن صراحة عمر نادرة وجيدة . ولو عمل بما صرح به



[1] ينابيع المودة 70 .
[2] الأحزاب ، 70 .
[3] القيامة ، 36 .
[4] شرح نهج البلاغة 3 / 114 ، 115 .

198

نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست