نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 195
قال صدقت ولكنه امرؤ فيه دعابة . ثم بدأ عمر بوصف علي ( عليه السلام ) : إن أحراهم أن يحملهم على كتاب ربهم ، وسنة نبيهم لصاحبك ، والله لئن وليها ، ليحملنهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم [1] . وروى أبو بكر الأنباري في أماليه : أن عليا ( عليه السلام ) جلس إلى عمر في المسجد ، وعنده ناس . فلما قام ، عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب . فقال عمر : حق لمثله أن يتيه ، والله لولا سيفه لما قام عمود الإسلام ، وهو بعد أقضى الأمة ، وذو سابقتها ، وذو شرفها [2] . لقد كانت مواقف عمر في بداية سلطته ضد الإمام علي ( عليه السلام ) ، ثم تحسنت ، واستمرت في مد وجزر وهي مثل نار تحت رماد ، ولكن صراحة عمر البدوية استمرت دون انقطاع . وعمر الذي اعترف بولاية علي ( عليه السلام ) ، وأحقيته في الخلافة نراه يبرر سلبهم للسلطة منه بأمور ليس لها أساس . مثلا يصف الإمام علي ( عليه السلام ) بصغر السن ، في حين كان عمره يوم مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثين سنة . ويصفه بالدعابة ، وهو أبعد الناس عنها . ويصفه بحب قومه ، وعدالته معروفه ، وثباته قبل خلافته وبعدها . ومن هذه المواقف المعادية لعلي ( عليه السلام ) : قال عمر لسعيد بن العاص إني لم أقتل أباك وإنما قتله علي ( عليه السلام ) . إلا أن سعيدا قال له : إنه قتل على الباطل [3] . وكان خالد وأبان ابنا العاص بن سعيد بن العاص بن أمية من المؤيدين لبيعة الإمام علي ( عليه السلام ) ، بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وجاء في الإصابة : قتل علي ( عليه السلام ) العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد
[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 114 . [2] شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد 3 / 115 . [3] البداية والنهاية ، ابن كثير 3 / 354 ، سيرة ابن هشام 2 / 290 ، مغازي الواقدي 1 / 92 .
195
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 195