نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 183
الداهية ابن شعبة . وهي عملية مساومة ، بيعة مقابل مشاركة في السلطة ؟ وقد أرسل أبو بكر ، كلا من عمر وابن الجراح والمغيرة بن شعبة إلى العباس ابن عبد المطلب ، فعرضوا عليه فكرتهم في عرض مشاركة في السلطة مقابل بيعة " إذ قال هؤلاء للعباس : نريد أن نجعل لك في هذا الأمر نصيبا ، ويكون لمن بعدك من عقبك ، فقال العباس : إن الله بعث محمدا كما وصفت نبيا ، وللمؤمنين وليا ، فمن على أمته به عليه حتى قبضه الله إليه ، واختار له ما عنده ، فخلى على المسلمين أمورهم ، ليختاروا لأنفسهم ، مصيبين الحق ، لا مائلين بزيغ الهوى ، فإن كنت برسول الله أخذت ، فحقنا أخذت ، وإن كنت بالمؤمنين أخذت فنحن منهم فما تقدمنا في أمرك فرطا ولا حللنا وسطا ، ولا برحنا سخطا ، إن كان هذا الأمر ، إنما وجب لك بالمؤمنين ، فما وجب ، إذ كنا كارهين ، ما أبعد قولك ، من أنهم طعنوا عليك من قولك : إنهم اختاروك ومالوا إليك ، وما أبعد تسميتك خليفة رسول الله ، من قولك خلى على الناس أمورهم ليختاروا ، فاختاروك ، فأما ما قلت : إنك تجعله لي ، فإن كان حقا للمؤمنين فليس لك أن تحكم فيه ، وإن كان لنا فلم نرض ببعضه دون بعض ، وعلى رسلك فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها " [1] . وبعد فشل الدولة في كسب العباس بن عبد المطلب إلى جانبها ، قررت عدم تولية أي هاشمي في السلطة ، ولو كان من ولد العباس . وفعلا لم نلحظ تولية والي هاشمي في الأمصار الإسلامية في زمن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وملوك بني أمية ؟ ! بينما أرسل عمر إلى الولايات الإسلامية ولاة مختلفون من أمثال أبي هريرة والمغيرة بن شعبة وقنفذ والوليد وعتبة وغيرهم . وكانت العلاقة بين عمر والعباس قد ساءت في بداية نزول الوحي على النبي ( صلى الله عليه وآله ) . إذ كان العباس عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وصديقه الملازم له والمدافع عنه ، وهو الذي
[1] السقيفة وفدك ، أبو بكر الجوهري 37 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 125 طبعة لندن .
183
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 183