نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 136
تكن في ذهن أحد من المسلمين ألا وهي رحيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله سبحانه كموسى ( عليه السلام ) وعيسى ( عليه السلام ) [1] . وكان يحتمل أن تؤدي تلك القضية إلى فتنة دامية ، لو أقدم بنو هاشم أو الأنصار أو المهاجرون على قتل عمر ، لأجل منعه دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) . . . إذ تأخر دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثة أيام [2] ، ولولا حكمة بني هاشم ، لوقع ما لا تحمد عقباه ، وقد تكلم الناس ( ومنهم العباس ) مع عمر ، ولكن دون فائدة ، إذ استمر شاهرا سيفه ، مانعا الناس من دفنه مهددا ومنذرا لكل المسلمين ! وقد وجدت أن عمر لا يمكنه منع دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لوحده ، ولا بد له من جماعة قوية تسنده وتدعمه أمام بني هاشم وباقي المسلمين ، ومن المؤكد أن يدعمه في منحاه المذكور جماعة السقيفة المشاركين له . والمرحلة المتأخرة واللاحقة للسقيفة ، كانت أيضا من الخطورة بمكان ، بحيث تنذر بفتنة عظمى ، تطيح برؤوس الآلاف من المسلمين . وإليك حديث السقيفة على لسان عمر بن الخطاب ، قاله في المدينة في خطبة الجمعة ، إذ ذكر ابن عباس قائلا : كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف القرآن ، قال فحج عمر وحججنا معه ، قال : فإني لفي منزل بمنى ، إذ جاءني عبد الرحمن بن عوف ، فقال شهدت أمير المؤمنين اليوم وقام إليه رجل فقال : إني سمعت فلانا ( عمار بن ياسر ) يقول : لو قد مات أمير المؤمنين ( عمر ) لقد بايعت فلانا ( عليا ( عليه السلام ) ) قال فقال أمير المؤمنين : إني لقائم العشية في الناس ، فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغصبوا الناس أمرهم ، قال قلت ( أي ابن عوف ) يا أمير
[1] تاريخ الطبري 2 / 442 ، سيرة ابن هشام 4 / 305 ، الملل والنحل ، الشهرستاني 1 / 15 ، سنن الدارمي 1 / 39 . [2] الكامل في التاريخ ، ابن الأثير 2 / 332 ، تاريخ الطبري 2 / 450 .
136
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 136