نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 115
موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته } [1] ولقد ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) في عدة حوادث في الغدير ، وحجة الوداع ، وفي يوم الخميس ، وفي خطب أخرى قرب موته ، إذ قال : اغسلوني بسبع قرب ، وأتوني بصحيفة ودواة لأكتب لكم كتابا ، وليغسلني علي بن أبي طالب ( صلى الله عليه وآله ) وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع : إني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي . وقال ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم : من كنت مولاه فهذا علي مولاه بمعنى الوصية لعلي ( عليه السلام ) [2] . إذا كان موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) الوشيك واضحا للمسلمين دون ريب ؟ ! والظاهر وجود جماعة تساعد عمر في ادعائه ، ومن المحال أن يتمكن عمر وحده من تأخير دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى زمن مجيء أبي بكر وتلك المجموعة هي التي ساعدته في أحداث السقيفة ، وأخذ البيعة لأبي بكر والهجوم على بيت فاطمة ( عليها السلام ) . ولو كان عمر يؤمن بعدم موت النبي القريب ، فلماذا منع النبي ( صلى الله عليه وآله ) في يوم الخميس من كتابة وصيته ؟ ! ! ولماذا أنكر عمر أقوال المسلمين والآيات القرآنية والأحاديث النبوية بموت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأخذ بقول أبي بكر فقط ؟ ! ولماذا ترك عمر وأبو بكر مراسم دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وذهبا إلى سقيفة بني ساعدة لأخذ البيعة لأنفسهما ؟ الجواب الأقرب للواقع : إن عمر وجد المصلحة الشخصية والحزبية تتمثل في إيقاف مراسم دفن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، إلى حين عودة أبي بكر من خارج المدينة ، وعليه اصطنع قضية عدم وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وقصة ذهابه إلى السماء ؟ ! واضطر عمر لأجل هذا إلى استخدام التهديد والوعيد ، بأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سيعود ويقطع أيدي رجال وأرجلهم ممن أرجف بموته . وقال أيضا : لا أسمع رجلا يقول :
[1] سبأ ، 14 . [2] تاريخ الإسلام ، الخطيب ص 232 ، سنن النسائي 4 / 281 .
115
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 115