نام کتاب : نظرة في كتاب البداية والنهاية نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 125
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف . وحسنه السيوطي في الجامع الصغير [1] . فأين الضعف المزعوم ؟ ولا يهمنا التعرض لبقية ما رمى القول فيه على عواهنه فإنها مأخوذة من الطبري مع عدم الإجادة في الأخذ ; ولعله أراد إصلاح ما في روايته من التهافت فزاد عوارا على عواره ; وروايته هي من جملة أساطير أوقفناك على وضعها ص 327 [2] .
[1] الجامع الصغير 2 / 485 ح 7825 . [2] تقدمت مناقشة المؤلف في سند رواية الطبري ص 18 ، الهامش 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، وإليك تتمة هذه المناقشة والتي أفردها ( رحمه الله ) تحت عنوان نظرة قيمة في تاريخ الطبري تكلم فيها عن هذا الإسناد في مجموع التاريخ : شوه الطبري تاريخه بمكاتبات السري الكذاب الوضاع ، عن شعيب المجهول الذي لا يعرف ، عن سيف الوضاع ، المتروك ، الساقط ، المتهم بالزندقة ، وقد جاءت صفحاته بهذا الإسناد المشوه 701 رواية وضعت للتمويه على الحقائق الراهنة في الحوادث الواقعة من سنة 11 إلى 37 ، عهد الخلفاء الثلاثة فحسب ، ولا يوجد شئ من هذا الطريق الوعر في أجزاء الكتاب كلها غير حديث واحد ذكره في السنة العاشرة ، وإنما بدأ برواية تلكم الموضوعات من عام وفاة النبي الأقدس ، وبثها في الجز الثالث ، والرابع ، والخامس ، وانتهت بانتهاء خامس الأجزاء . ذكر في ج 3 من ص 210 ، حوادث سنة 11 ، 57 حديثا أخرج في ج 4 ، حوادث سنة 12 ، 427 حديثا أورد في ج 5 ، حوادث سنة 23 - 37 ، 207 حديثا المجموع 691 حديثا ومما يهم لفت النظر إليه أن الطبري من ص 210 من ج 3 إلى ص 241 يروي عن السري بقوله : حدثني ، المعرب عن السماع منه ، ومن ص 241 يقول : كتب إلي السري . . إلى آخر ما يروي عنه ، إلا حديثا واحدا في ج 4 ص 82 يقول : حدثنا . ولست أدري أن السري ، وسيف بن عمر هل كان علمهما بالتاريخ مقصورا على حوادث تلكم الأعوام المحدودة فقط ؟ ومن حوادثها على ما يرجع إلى المذهب فحسب لا مطلقا ؟ أو كانت موضوعاتهما تنحصر بالحوادث الخاصة المذهبية الواقعة في الأيام الخالية من السنين المعلومة ، لكونها الحجر الأساسي في المبادئ والآراء والمعتقدات ، وقد أرادوا خلط التاريخ الصحيح ، وتعكير صفوة بتلكم المفتعلات تزلفا إلى الناس واختذالا عن آخرين ، ومن أمعن النظر في هذه الروايات يجدها نسيج يد واحدة ووليد نفس واحد ، ولا أحسب أن هذه كلها تخفى على مثل الطبري ، غير أن الحب يعمى ويصم . وقد سودت هاتيك المخاريف المختلفة صحائف تاريخ ابن عساكر ، وكامل ابن الأثير ، وبداية ابن كثير ، وتاريخ ابن خلدون ، وتاريخ أبي الفدا إلى كتب أناس آخرين اقتفوا أثر الطبري إلى العمى ، وحسبوا أن ما لفقه هو في التاريخ أصل متبع لا غمز فيه ، مع أن علماء الرجال لم يختلفوا في تزييف أي حديث يوجد فيه أحد من رجال هذا السند ، فكيف إذا اجتمعوا في إسناد رواية . المؤلف ( رحمه الله )
125
نام کتاب : نظرة في كتاب البداية والنهاية نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 125