نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 97
أقول : التحدث المذكور حدس محض ، هذا أولا ، وثانيا : إن إتيان ( 11 ) أو ( 9 ) زوجة في ساعة واحدة شئ لعله لم يعهد من إنسان ، ولا أدري ما يعني هؤلاء القصاصون المغالون من هذه الأباطيل ، ولعلهم يريدون أن النبي كما هو أفضل البشر علما وعبادة وأخلاقا ومقاما كذلك هو أفضلهم شهوة ، وهذه هي سيرة الجهال في حق عظمائهم . ثم إن المعجزة أو خرق العادة إنما هي في الممكنات دون الممتنعات وإتيان إحدى عشر زوجة في بيوت مختلفة بما يطلبه من المقدمات غير مقدور في ساعة واحدة ، فالحديث وأمثاله نوع لعب بالعقول وتعريف الإسلام بدين الخرافات . ثم إن وقار النبي ليس بأدون من وقار غالب الناس حيث لا يطلعون الغير على جماعهم ، فكيف لا يأنف النبي صلى الله عليه وسلم منه ، ولعل واضع الحديث أراد تبرئة الحكام الأمويين المنهكين في الشهوات وملاعبة النساء والإماء . كذبة أخرى ( 68 ) عن أبي هريرة . . . فلما قام صلى الله عليه وسلم في مصلاه ذكر أنه جنب ، فقال لنا : مكانكم ثم رجع فاغتسل ، ثم خرج إلينا ورأسه يقطر ، فكبر وصلينا معه ( 1 ) . أقول : من أين علم أبو هريرة أنه صلى الله عليه وسلم كان جنبا ، ومن أين علم أنه اغتسل وهو في المسجد ، ولعله صلى الله عليه وسلم رجع إلى منزله لأمر آخر ثم غسل رأسه للنظافة ، فلا عبرة بظن هذا القوال ، مع أن النبي الأكرم المتوجه إلى ربه المهتم بصلاته غاية الاهتمام يبعد منه كل البعد أن ينسى غسل الجنابة ،
( 1 ) صحيح البخاري رقم 271 .
97
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 97