نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 59
3 - لا يوجد في كتاب التوحيد - مثلا - حديث مفيد ، بل كثيرا ما لا يستفاد من روايات البخاري معنى مفيدا ، وهذا شئ عجيب ، وكيف يعقل أن تكون جملة كثيرة من أحاديث النبي الحكيم الفصيح صلى الله عليه وآله وسلم في أمور تافهة غير مناسبة لمقام النبوة ، وهو أفضل البشر عقلا وعلما وحكمة ؟ ! ! ! 4 - لا معنى لبعض كتب البخاري ، فلاحظ كتاب التمني تجد صدق ما قلنا . 5 - ينبغي أن نسمي مجمع الصحاح - ومنها البخاري - بكتب سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا توجد في أكثر أحاديثها مطالب في العقائد والمعارف والضوابط الكلية في الفقه ، ولذا ترى فقهاء المذاهب والمجتهدين في الفقه يلجأون إلى القياس والاستحسان والمصالح المرسلة ، بل ذهب بعض المحققين - كما تقدم ذكره عند البحث عن كتابة الحديث - إلى أن الصحابة ( رض ) لم يفهموا جعل الأحاديث كلها دينا عاما دائما كالقرآن ، وإلى أن حكمة النهي عن كتابة الحديث هي لكي لا تكثر أوامر التشريع ولا تتسع أدلة الأحكام ، وهو ما كان يتحاشاه النبي صلى الله عليه وسلم . نعم خلو كتب الحديث عما قلنا وإجمال جملة أخرى من روايات هذه الكتب يقويان استنباط هؤلاء المحققين من حكمة النهي المذكور ، لكن معنى ذلك سقوط السنة القولية عن مقامها السامي في التشريع الإسلامي المقر به عند المذاهب الإسلامية أو جمهور المسلمين ، حيث يعدون السنة بعد كتاب الله تعالى مصدرا أصليا ، اللهم إلا أن يقال إن المراد بها هي السنة العملية دون أخبار الآحاد التي عرفت حالها فيما مر من هذا الكتاب ، وإن الغلو في اعتبار روايات الصحاح شأن مدعي العلم والمغرورين دون العلماء الكاملين .
59
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 59