نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 56
160 رجلا ، والأحاديث التي انتقدت عليهما بلغت مائتي حديث وعشرة ، اختص البخاري منها بأقل من ثمانين ، وباقي ذلك يختص بمسلم . وأما الذين طعن فيهم من رجال البخاري فنحو أربعمائة نفر ، فلاحظ تفصيله في المصدر السابق . وعند السيد محمد رشيد رضا أن المشكلة لا تخص بصناعة الفن - أي السند - بل في المتون أيضا ، فقال : إذا قرأت الشرح ( فتح الباري ) رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالات في معانيها أو تعارضها مع غيرها . . . ويقول الدكتور أحمد أمين : إن بعض الرجال الذين روى البخاري لهم غير ثقات ، وقد ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو الثمانين ، وفي الواقع هذه مشكلة المشاكل فالوقوف على أسرار الرجال محال . . . إن أحكام الناس على الرجال تختلف كل الاختلاف . . . ولعل من أوضح المثل في ذلك عكرمة مولى ابن عباس ، وقد ملأ الدنيا حديثا تفسيرا ، فقد رماه بعضهم بالكذب ، وبأنه يرى رأي الخوارج ، وبأنه كان يقبل جوائز الأمراء ، ورووا عن كذبه شيئا كثيرا ، فرووا أن سعيد بن المسيب قال لمولاه - برد - : لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس ، وأكذبه سعيد بن المسيب في أحاديث كثيرة . وقال القاسم : إن عكرمة كذاب يحدث غدوة بحديث يخالفه عشية . وقال ابن سعد : كان عكرمة بحرا من البحور وتكلم الناس فيه ، وليس يحتج بحديثه . هذا على حين أن آخرين يوثقونه . . . فالبخاري ترجح عنده صدقه ، فهو يروي له في صحيحه كثيرا ، ومسلم ترجح عنده كذبه ، فلم يرو له إلا حديثا واحدا في الحج ، ولم يعتمد فيه عليه وحده ، وإنما ذكره تقوية
56
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 56