نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 503
وعن تاريخ الخطيب [1] : قال أبو غسان الدوري كنت عند علي بن الجعد فذكروا عنده حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنقول : خير هذه الأمة بعد النبي أبو بكر وعمر وعثمان ، فيبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكر . فقال علي بن الجعد : انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل ! وعن الاستيعاب - في ترجمة علي بعد ذكر الحديث المذكور - : وهو الذي أنكر ابن معين وتكلم فيه بكلام غليظ ، لأن القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر : إن عليا أفضل الناس بعد عثمان رضي الله عنه ، وهذا مما لم يختلفوا فيه ، وإنما اختلفوا في تفضيل علي وعثمان ، واختلف السلف أيضا في تفضيل علي وأبي بكر . وفي إجماع الجمع الذي وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط [2] . أقول : عبد الله بن عمر يبغض عليا ، فتراه بايع يزيد بن معاوية ولم يبايع عليا ، وعن جواهر الأخبار للصعدي - المطبوع - في ذيل كتاب البحر الذخار - أنه قال لعلي - : إني لك ناصح ، إن بيعتك لم يرض بها الناس كلهم ، فلو نظرت لدينك ورددت الأمر شورى بين المسلمين . فقال علي : ويحك ، وهل ما كان عن طلب مني ؟ ألم يبلغك صنيعهم بي ؟ قم يا أحمق ما أنت وهذا الكلام [3] .