نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 450
السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع ، أسأل الله العافية لنا ولكم [1] . أقول : فقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الأموات خمس مرات في هذا الدعاء ، ولولا استماعهم أو علمهم بالخطاب لكان لغوا . أرواح المؤمنين ( 938 ) عن ابن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما نسمة المؤمن طائر في شجر الجنة حتى يبعثه الله إلى جسده يوم القيامة ( 2 ) . أقول : وفي روايات : إن الروح يدخل في بدن طائر . ويقول السندي في حاشيته على المقام : قال السيوطي في حاشية أبي داود : إذا فسرنا الحديث بأن الروح يتشكل طيرا ، فالأشبه أن ذلك في القدرة على الطيران فقط لا في صورة الخلقة ، لأن شكل الإنسان أفضل الأشكال . قلت : هذا إذا كان الروح الإنساني له شكل في نفسه ويكون على شكل الإنسان ، وأما إذا كان في نفسه لا شكل له ، بل يكون مجردا وأراد الله أن يتشكل ذلك المجرد لحكمة ما ، فلا يبعد أن يتشكل أول الأمر على شكل الطائر ، وأما على الثاني : فقد أورد عليه الشيخ علم الدين العراقي : أنه لا يخلوا إما أن يحصل للطير الحياة بتلك الأرواح أو لا ؟ والأول : عين ما تقوله التناسخية ، والثاني : مجرد حبس للأرواح وتسجن . . . أقول : إنما نقلت هذا المقدار من شرح السندي توضيحا ، ولكنه غير صحيح ، وتحقيق المقام في محله . والروايات لا بد من تأويلها .