نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 204
أقول : المستفاد من رواية عائشة وعبد الله بن عمر وغيرهما إن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء ، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمر الناس بصومه حين قدم المدينة ، ثم فرض صوم رمضان ونسخ وجوبه وبقي مستحبا . ولكن المستفاد من خبر عبد الله بن عباس وأبي موسى أن النبي لم يكن متلفتا إلى صوم عاشوراء وإنما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود ، فأمر به لأحقيته من اليهود بموسى عليه السلام ، فالأحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره صلى الله عليه وسلم إلى تقليد أهل الجاهلية ، وبين ما يسنده إلى تقليد اليهود ، وهنا تناقض آخر نقل في كتاب مسلم عن عبد الله بن عباس ، وإليك نصه : ( 418 ) حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا كان العام المقبل أن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ( 1 ) . فترى الحديث يقول : إن النبي لم يكن عالما بأن اليهود والنصارى يعظمون يوم عاشوراء ، فلما علم به عزم على ترك صومه وقصد صوم اليوم التاسع ، لكنه توفي قبل حلول العام المقبل . وفي هذا الحديث أمور أخر ، منها : إن أمره بصوم يوم عاشوراء كان باقيا إلى قبل سنة من موته لا أنه نسخه وجوب صوم رمضان . وثانيا : إن تعظيم اليوم المذكور لم يكن مختصا باليهود ، بل ويعظمونه النصارى أيضا . وثالثا : إن النبي لم يصم اليوم التاسع أصلا ، لكن هنا حديثا آخر
( 1 ) صحيح مسلم 8 : 12 كتاب الصيام .
204
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 204