نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 89
يقول له كن فيكون - 82 يس ، وإذا أسألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني - 186 البقرة " . واستجابة الدعاء قد تكون بتهيئة الأسباب العادية ، وقد تكون لمجرد الإرادة القدسية بحيث يكون السبب الأول والأخير هو إرادة الله وحدها ، وجاء في الحديث الشريف : " ان لله عبادا متى أرادوا أراد " . وقد شاهدنا افراد أصيبوا بداء اجمع الأطباء الأخصائيون على أنه مميت لا علاج له ، ثم برأوا فجأة بدون تطبيب ، وسمعنا عمن أصيب بضربات قاتلة ، ومع ذلك بقي سالما معافا ، ولا سبب الا مشيئة الله ، فكما يوجد الله الأشياء بأسبابها الطبيعية فإنه قد يوجد شيئا لمجرد الإرادة ، وبدون سبب ظاهر لحكمة يعلمها هو ، ونجهلها نحن ، وحتى السبب الطبيعي لا يؤثر اثره الا بإرادته تعالى ، فالنار سبب للاحراق ، والسقوط من شاهق سبب للهلاك ، ولكن بشرط ان لا يريد الله عكس ذلك ، وبتعبير ثاني ان الأسباب الطبيعية تقتضي التأثير إذا أرادها الله كذلك ، فإذا انتفت ارادته انتفى التأثير قهرا . وبالتالي ، فان كل من يعترف بوجود قوة مدبرة وراء الطبيعة يلزمه حتما ان يعترف بالمعجزات والكرامات ، لان من أوجد الطبيعة بكاملها بدون سبب طبيعي فأولى ان يوجد بعض أشيائها كذلك ، اما من ينكر الخالق الحكيم فلا كلام لنا معه - هنا - ونحيله على كتابنا " الله والعقل " .
89
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 89