نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 88
المعجزة والكرامة بان الأولى يشترط فيها التحدي ، كأن يقول النبي لمن بعث إليهم : ان لم تقبلوا قولي فافعلوا مثل هذا ، اما الثانية ، وهي الكرامة فلا يشترط فيها التحدي . اعتراض : وقد يعترض البعض بان الحوادث المحسوسة لا بد ان تخضع لأسباب مادية ، وعلل طبيعية ، ومعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء تتنافى مع قانون الطبيعة ومبدأ العلية القائل : ان لكل حادثة سببا ، وإذا انتقص هذا المبدأ فلا يمكن الاعتماد على اية نظرية فلسفية ، وقانون علمي ، لأن كلا من الفلسفة والعلوم يرتكز على نظام العلة والمعلول الطبيعيين ، وبالتالي يثبت القول بالاتفاق والصدقة التي ابطلها العلم ورفضها العقل ، وعليه يكون القول بالمعجزات والكرامات باطل من الأساس . الجواب : ان القول بالصدفة باطل من غير شك ، ومبدأ العلية والسببية حق لا ريب فيه ، ولا يمكن نقضه في حال من الحالات ، ولكن الحوادث الطبيعية لا يجب أن تكون عللها وأسبابها ابدا ودائما طبيعية ، كيف وعلة الطبيعية بمجموعها قوة تمكن وراء الطبيعية ، وقدرة تتصرف فيها كيف تشاء متى تشاء ؟ ! وإرادة الله سبحانه قد تعلقت بالمعجزة والكرامة ابتداء وبلا توسط سبب طبيعي ، وبهذا كانت خارقة للمعتاد . وقد جاء في الكتاب العزيز : " انما امره إذا أراد شيئا ان
88
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 88