نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 81
كل هذه وما إليها من المساوي تأتي كنتيجة طبيعية لحب الدنيا والميل مع الهوى ، وكل واحدة منها تدع الانسان في ظلمات تعميه عن رؤية الله ومعرفة الحقيقة ، فكيف إذا تعاونت عليه مجتمعة ؟ ! اما إذا انصرف عن الموبقات ، وروض نفسه رياضة تجعل هواه ورضاه في طاعه الله وحده ، حتى ولو كان فيها البلاء والضراء ، فإنه ، والحال هذه ، يسير تلقائيا مع فطرة الله التي فطر الناس عليها ، وينزع بطبعه إلى الايمان بالواحد الاحد ، ولا يحتاج إلى أقيسة الفلاسفة واستدلالاتهم المنطقية ، ونقاشهم وحوارهم ، فهذا الايمان يستند إلى القلب وحده ، على شريطة ان يكون طاهرا نقيا من كل شائبة . وعلى هذا السبيل نستيطع القول بان ما من أحد انكر وجود الله الا لأنه أسير الأهواء والشهوات ، قال الإمام الصادق : " ابعد ما يكون العبد من الله عز وجل إذا لم يهمه الا بطنه وفرجه " . ولذا ينتشر الالحاد ، حيث ينتشر الفساد ، وهذا ما اراده الصوفية من الكشف ، اي ان الايمان بالله يحصل في القلب الزكي تلقائيا بدون دراسة وبرهنة ، لأن هذه لا تثمر غير الشك والارتياب إذا لم يكن القلب صافيا نقيا . ولا شئ أدل على ذلك من اننا نجد في كل عصر افرادا يؤمنون بالله بفطرتهم ، فقد حدثنا التاريخ عن حنفاء في الجاهلية تركوا قومهم يعبدون الأصنام ، وعكفوا على عبادة الرحمن . ومهما شككت فاني على يقين بان طهارة القلب ، والخوف من الله
81
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 81