responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 65


والمصاب ما دام لله فيه رضى ، فالحكمة والصلاح والخير هو ما يختاره الله ، وإن كان فيه ذهاب النفس والأهل والمال ، فان حصل شئ من هذا في سبيل الله ، أو حصلت مجتمعة لم تضطرب النفس ، ويتزعزع الايمان ، لأنها هي المطلب والهدف .
هذا مبلغ أهل البيت من الدين واليقين بالله ، وهذه منزلتهم من العلم به سبحانه ، والتوجه اليه بالفعل قبل القول ، وهذا هو التجرد عن الدنيا وغاياتها ، والغناء في جنب الله عز وجل ، والانجذاب اليه ، وهذا هو التجلي والاشراق والنور والكشف ، وبلوغ الكمال ، وماذا بقي لأهل التصوف بعد قول الحسين :
" ماذا وجد من فقدك ؟ ! وما الذي فقد من وجدك ! " .
وقال : " الهي ان اختلاف تدبيرك ، وسرعة طواء مقاديرك منعا عبادك العارفين بك من السكون إلى عطاء ، واليأس منك في بلاء " .
ليس للعارفين وأهل اليقين أطوار وحالات ، ولا شخصيات تتحول وتتبدل تبعا للظروف والملابسات ، فايمانهم بالله أقوى من أن تزعزه الحوادث ، وثقتهم به في السراء تماما كثقتهم في الضراء ، لا يبطرون عند الصحة والغنى ، ولا يبأسون عند المرض والفقر ، لأن الحالين في طريق الزوال . قيل لبعض الحكماء : ما لنا لا نراك فرحا ولا حزينا ؟ . فقال : لان الغائب لا يتلاقى بالعبرة ، والآتي لا يستدام بالحيرة . وقال عز من قائل : " وان يمسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء - 17 الانعام " . وما

65

نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست