في الملذات ، والانغماس في الشهوات ، وان تحصل في نفسه ملكة تصرفه عن كل ما يشين ، وترتفع به إلى اخلاق الملائكة والنبيين .
وقد حوت هذه الصفحات فصولا في التصوف وأقسامه ، وصلته بنظرية المعرفة ، والأفلاطونية الحديثة ، وفي كرامات الأولياء ، وما إلى ذلك مما فهمته من كلمات المتصوفة .
واقتصرت - كما هي عادتي - على ذكر اللباب والأسس - التي اعتمدها المتصوفة ، والأهداف التي رموا إليها ، وتركت ما يريب القارئ من الخرافات والمعميات إلى ما لا يريبه من الحقائق والواضحات .
سبب التأليف :
أقام المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية في الجمهورية العربية المتحدة مهرجانا دوليا للغزالي في الذكرى المئوية التاسعة لميلاده ، واستمر المهرجان في جامعة دمشق من 27 إلى 31 آذار سنة 1961 ، وقد انتدبتني الحكومة اللبنانية لأمثلها فيه ، فألقيت في اليوم الأول كلمة موجزة باسم لبنان وحكومته ، وفي اليوم الثالث ألقيت محاضرة في " نظرية المعرفة وحقيقة الكشف عند الغزالي " .
ثم رغب إلى رئيس الجامعة اللبنانية الأستاذ فؤاد افرام البستاني ان اكتب محاضرة في التصوف ، لتلقى في ندوة الجامعة

6