من كنت مولاه قال إنه يحتمل أمرين أحدهما من كنت ناصره على دينه وحاميا عنه بظاهري وباطني وسري وعلانيتي فعلي ناصره على هذا السبيل ، ويحتمل أيضا أن يكون . . . من كنت محبوبا عنده ووليا على ظاهري وباطني فعلي مولاه ، أي أن ولاءه ومحبته من ظاهره واجبه ، كما أن ولائي ومحبتي على هذا السبيل واجب [1] . فالباقلاني يعطي تفسيرا لكلمة مولى مخالف للتفاسير الامامية المارة سابقا فلا يفسر هذا الحديث بالإمامة ، ويقول لو كان هذا الحديث صحيحا لأحتج به علي يوم السقيفة [2] . وقد ذكر ابن عبد البر أيضا حديث الغدير في كلامه عن الإمام علي وعده من مناقبه [3] . وكذلك ذكره ابن الأثير في ترجمة علي بن أبي طالب وأورد فيه رواية عن عبد الرحمن بن أبي ليلى [4] . ولكن المصادر الامامية كما مر بنا تذكر أن عليا احتج بهذا الحديث في يوم الشورى والسقيفة وغيرهما من المواضع . ويذكر الحسيني حديث الغدير كما يذكر أن عددا ممن شهد يوم الغدير هنأ عليا بذلك ومنهم عمر بن الخطاب [5] . ويؤكد محمد بن الحسن القرشي أهمية الغدير ويقول : وصار ذلك اليوم عيدا وسما لكونه كان وقتا خص به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا بهذه المنزلة العلية وشرفه بها دون الناس كلهم [6] .
[1] الباقلاني ( ت 403 ه ) : التمهيد في الرد على الملحدة والمعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة ص 172 . [2] ن . م ص 173 . [3] ابن عبد البر : الاستيعاب ج 3 ص 1099 . [4] ابن الأثير : أسد الغابة ج 4 ص 28 . [5] محمد الحسيني العلوي ( ت 485 ه ) : بيان الأديان ص 32 وانظر الخوارزمي ( ت 568 ه ) : مناقب الخوارزمي ص 25 . [6] محمد بن الحسن القرشي ( ت 652 ه ) : مطالب السؤول ج 1 ص 44 .