الراية غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بجبان ولا قرار يفتحها الله على يديه [1] . وورد خبر الراية في تفسير فرات عن ابن عباس ، أنه جعل هذه الصفة ضمن عشر خصال لعلي بن أبي طالب لم تكن لغيره [2] . ومما يؤيد أهمية هذا الخبر عند الشيعة أن عليا احتج به في بيان حقه بالخلافة [3] . كما عدها الشيخ الصدوق من الخصال الثلاث والأربعين التي احتج بها علي بن أبي طالب على أبي بكر في حقه بالخلافة [4] . واستدل ابن رستم الطبري بهذا الخبر على إمامة علي قال : فبعثه مؤيدا وشهد له بإخلاص الله له لصدقه في العزيمة . . . وهدم الله به حصنهم وأفاء على المسلمين غنيمتهم ، فليس لأحد أن يشهد على غيب أحد بأن الله ورسوله يحبانه ولا أنه يحب الله ورسوله إلا لعلي عليه السلام وهذا أمر عجيب لمن فهمه حتى قال عمر بن الخطاب : فما أحببت الإمارة إلا يومئذ [5] . ويقول المفيد : أما الأقوال الدالة على الإمامة فهي كثيرة ومنها خبر الراية فأعطاها من بين أمته جمعيا عليا ثم بين له من الفضيلة بما بان به من الكافة [6] . ومن أدلة الإمامة عند الشيعة إرسال عليا بسورة براءة ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث بسورة براءة مع أبي بكر ثم بعث عليا ليأخذها منه فجاء أبو بكر فقال : يا رسول الله هل نزل في شئ قال : لا يؤدي عني
[1] سليم : السقيفة ص 102 ، اليعقوبي ج 2 ص 42 ، الطبري ج 3 ص 12 . [2] فرات : تفسير فرات ص 160 . [3] سليم : السقيفة ص 102 - 105 . [4] الصدوق : الخصال ج 2 ص 125 . [5] ابن رستم الطبري : المسترشد ص 54 . [6] المفيد : الإفصاح في إمامة علي بن أبي طالب ص 7 . انظر ابن الأثير : أسد الغابة ج 4 ص 26 . وانظر ابن حجر : الإصابة ج 2 ص 502 .