responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 115


فقال له أبو ذر : هل أعطى أحدا من المسلمين مثلما أعطاني ؟ قال :
كلا ، فقال له أبو ذر : اذهب أنت والدرهم ، إنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسعهم ولست في حاجة إلى المال .
فقال له الرسول : أصلحك الله إني لا أرى في بيتك كثيرا ولا قليلا ! فرفع أبو ذر الوسادة وأراه قرصين من خبز الشعير ، وقال للرسول : بل عندي هذان وإني لغني بهما وثقتي بالله وإيماني بالحق .
لقد امتاز أبو ذر بالزهد والجهر بالحق ، وهاتان الميزتان هما السبب الوحيد لنسبة الاشتراكية إلى أبي ذر .
لقد غضب عثمان على أبي ذر ، فظن أن غضبه هذا سيضع حدا لنشاط أبي ذر ، لكن الذي حصل هو العكس . خصوصا بعد أن انقطعت الشعرة التي كانت بينهما . فأمره باللحوق بالشام .
ففي الشام كان المجال لأبي ذر أوسع من أي بلد آخر . فهو يعرف معاوية على حقيقته ، ويعرف إسلام معاوية وإسلام أبيه من قبله ، كان صريحا في موقفه الذي ربما تكتم منه بعض الشئ في المدينة ، وبذلك فتح على عثمان جبهة جديدة - ربما لم تخطر على باله - استهدفته ومعاوية معا - ولم يكن أبو ذر ، غريبا عن الشام - أرض الجهاد - على حد تعبيره وعن معسكر المسلمين هناك ، فقد اشترك في غزوة ( الصائفة ) - الروم ، كما شارك في فتح ( قبرص ) ! فكان معاوية أحرص على إبعاده عنه ، من إبعاد عثمان إياه عن المدينة . فكتب إلى عثمان فيه :
إنك قد أفسدت الشام على نفسك بأبي ذر [1] ويظهر أن عثمان - بعد ورود كتاب معاوية عليه - وجد مبررا للانتقام من أبي ذر ، وتأديبه كما يشتهي ، فكتب إلى معاوية : أما بعد فأحمل جندبا إلى علي أغلظ مركب وأوعره [2]



[1] تاريخ اليعقوبي : ج 2 ص 172 .
[2] الغدير : ج 8 ص 293 .

115

نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست