responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 103


فقال : إن كل مولود يولد للدين ومن أجل الدين ، فما خلق الله المكلفين إلا ليعبدوه ويشهد بذلك قوله تعالى : ( وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون ) فاجتهاد سلمان في الدين خارق للعادة ما في ذلك شك . وهو خارج على كل معروف ومألوف ، لأنه لا يتلقى دينه تلقينا ولا يرثه إرثا ، بل يتبصر فيه ويتأمله تأملا مليا . وما ضر لو سكن أرضا بمنأى عن مهد الإسلام وماج حوله ما ماج من حوادث ، وبذلك لم يشهد ما شهد غيره من شدائد ولا كابد ما كابدوا من جهد ، وهو الذي ما كان ليرغب بنفسه عما قاساه المسلمون الأولون وصاروا إليه .
ولا نرى وجها للغض من فضله بتفضيل غيره عليه في أمور لا رأي له ولهم في توجيه مجراها ، لا سلطان لأحد عليها .
أما ألا يكون قوله حجة فحكم لا نميل إليه فليس من ينكر أن سلمان في العلم أوحد زمانه ، ولا من ينسى أو يتناسى ما أجرى عليه النبي ( ص ) من صفات ، ولا من يجحد أنه كان صاحب مشورة أهل البيت ( ع ) ومن يرجع إليه في المشكلات .
وفي بداءة العقول أن من يتعصب لأحد يتعصب على من يضاده ، ولكن لا بد من القصد والوقوف عند حد ، لأن مسخ الحقيقة عن عمد يعكس الغرض من مسخها ، وواقع الأمر أنه يبديها ولا يخفيها .
ويتابع الجاحظ كلامه عن سلمان ليقول : إنه ولي على المدائن لعمر مطيعا غير مكره ، وهذا من الدليل على تصويب أبي بكر ، لأن مطيع عمر مذعن لأبي بكر ، ومعظمه أشد تعظيما لأبي بكر .
وهذا ما نتردد طويلا في فهمه ، ونحن لا ندرك من ولاية سلمان على المدائن ما يدركه الجاحظ ، لأن سلمان إنما كان واليا لدولة المسلمين لا لخليفتهم ، وأنجز ما أنجز من جلال الأعمال حبه ورغبة منه في نفع المسلمين ، لا يرهبه سلطان ، فما جار عن القصد ولا انحرف

103

نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست