responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 131


قطعا على كل حال كيف ما كان فإن كان سالما من المعاصي كطفل أو مجنون اتصل جنونه بالبلوغ وتائب توبة نصوحا وموفق ما ألم بمعصية قط فإنهم يدخلون الجنة ولا يدخلون النار لكنهم يردونها على الخلاف في الورود وأما من عمل كبيرة ومات بغير توبة فهو في المشيئة إن شاء جعله كالقسم الأول وإن شاء عذبه ثم يدخله النار ولا يخلد في النار أحد مات موحدا ولو عمل جميع المعاصي كما أنه لا يدخل الجنة أحد مات كافرا وإن عمل أعمال البر ما عمل هذا مذهب أهل الحق انتهى وقدمنا نحوه وذهبت المعتزلة إلى أن من دخل النار كان خالدا فيها لأنه إما كافرا وصاحب كبيرة مات بلا توبة فالكافر مخلد بالإجماع وكذا صاحب الكبيرة بلا توبة لوجهين أحدهما أنه يستحق العذاب الذي هو مضرة خالصة دائمة فينافي استحقاق الثواب الذي هو منفعة خالصة دائمة والجواب عنه منع قيد الدوام وإلحاقه بالكافرين بل منع الاستحقاق بالمعنى الذي قصدوه وهو الاستيجاب وإنما الثواب فضل منه والعذاب عدل فإن شاء عفا وإن شاء عذبه مدة ثم يدخله الجنة الوجه الثاني لهم النصوص الدالة على الخلود كقوله تعالى ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وقوله تعالى ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وقوله تعالى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والجواب إن قاتل المؤمن لكونه مؤمنا لا يكون إلا كافرا فيستحق الخلود وكذا من تعدى جميع حدود الله الشاملة للكفر وكذا من أحاطت به الخطيئة وشملت من كل جانب لأن هذا لا يتأتى في حق المؤمن لما قدمنا ولو سلم فالخلود قد يستعلم في المكث الطويل كقولهم سجن مخلد ولو سلم فمعارض بالنصوص الدالة على عدم الخلود ذكره السعد رحمه الله في شرح العقائد وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة قلت وإن زنى وإن سرق قال وإن زنى وإن سرق الحديث فائدة اختلفت الماتريدية والأشاعرة في معنى السعادة والشقاوة قالت الماتريدية السعادة الإسلام والشقاوة الكفر والسعيد هو المسلم والشقي هو الكافر وعلى هذا فيتصور أن السعيد قد يشقى بأن يرتد بعد الإيمان وأن الشقي قد يسعد بأن يؤمن بعد الكفر وأن السعادة والشقاوة قد يتغيران ويتبدلان وما ختم له به من إيمان أو كفر هو الذي سبق له في العلم الأزلي الذي لا تبدل ولا تغير فيه

131

نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست