responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 129


له ولا فائدة للتوبة والاستغفار مع التلبيس بالمعصية والاصرار عليها ففي الحديث المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه وقوله عليه السلام التوبة ندم أي معظم شروطها الندم لا مجرد الندم قال العلامة ابن العماد وشروطها المذكورة مأخوذة من القرآن أما الندم فمأخوذ من قوله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم وأما الاقلاع وترك العود ورد المظلمة فمستفاد من قوله ولم يصروا على ما فعلوا لأن من لم يقلع عن الذنب فهو مصر عليه ومن أقلع وعزم على العود بعد مدة فهو مصر أيضا وكذا من عزم على ترك العود مطلقا لكن أمسك ما غصبه مثلا ولم يرد فهو مصر وفي هذا الأخير نظر فتدبر وزاد بعضهم في الشروط وقوع التوبة في وقتها وهو ما قبل الغر غرة لما رواه الترمذي وحسنه عنه عليه السلام أنه قال إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغر غر أي تبلغ روحه حلقومه قيل هذا عند الأشاعرة وأما عندنا فإنما يشترط عدم الغر غرة في إيمان الكافر دون توبة المؤمن العاصي عملا بالاستصحاب إذ المؤمن قد سبق منه المعرفة والكافر يريد أن ينشئ إيمانا ح فلا يقبل منة فتوبة اليأس مقبولة عندنا لا إيمانه انتهى وقدمنا الكلام فيه مفصلا فارجع إلى تحقيقه وزاد بعضهم شرطا آخر وهو أن تقع التوبة قبل ظهور الآيات كطلوع الشمس من مغربها ثم اعلم أن توبة الكافر من كفره مقطوع بقبولها وأما ما سواها من أنواع التوبة هل قبوله قطعي أو ظني فيه خلاف بين أهل السنة فأختار إمام الحرمين أنه ظني واختار بعضهم أنه قطعي فمن اختار الأول نظر إلى نحو قوله تعالى : ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن اختار الثاني نظر إلى قوله تعالى : فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وقوله تعالى : وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات من غير تعليق وهو الأظهر وحاصله إن الناس على قسمين لا ثالث لهما ولا واسطة بينهما عند أهل السنة مؤمن وكافر فالكافر في النار إجماعا والمؤمن على قسمين طائع وعاص فالطائع في الجنة إجماعا والعاصي على قسمين تائب وغير تائب فالتائب في الجنة إجماعا خلافا لإمام الحرمين كما قدمنا وغير التائب من المعاصي غير الكفر كبيرة كانت أو صغيرة مات مصرا عليها فهو في مشية الله تعالى إما أن يعاقبه بإدخاله النار ثم يدخله الجنة وإما أن يسامح بعد

129

نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست