responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 115


من تأخير إجابة فيقول كم أدعو فلم يستجب لي فإنه سوء أدب مع الله تعالى وربما كان الخير في التأخير بمقتضى الحكم الإلهي وأن لا يدعو بدعاء مجهول أو ينقله عن مجهول ما لم يسئل عنه من أهل العلم ويأخذه من أستاذ مع الضبط والاتقان بقدر الإمكان وأن يحترز عما يعد إساءة في المخاطبات كجماع ونحوه وأن يعدو بأسماء الله الحسنى دون غيرها وإن كان حقا كخالق الخنازير قيل وأن لا يعلق بما هو شأنه تعالى كاللهم أفعل بي ما أنت أهله في الدنيا والآخرة وروي أن إبراهيم بن أدهم مر بسوق البصرة فاجتمع الناس عليه وقالوا يا أبا إسحاق ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا قال لأن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء الأول عرفتم الحق فلا تؤدوا حقه الثاني زعمتم إنكم تحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته الثالث قرأتم القرآن فلم تعملوا به الرابع أكلتم نعم الله تعالى ولم تؤدوا شكر الله تعالى الخامس قلتم إن الشيطان عدونا ولم تخالفوه السادس قلتم إن الجنة حق ولم تعملوا لها السابع قلتم إن النار حق ولم تهربوا منها الثامن قلتم إن الموت حق ولم تعتدوا له التاسع انتبهتم من النوم فاشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم العاشر دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم ثم اعلم أن إجابة الدعاء ليست منحصرة بالإسفاف بالمطلوب بل هي حصول واحد من الثلاثة في قوله عليه الصلاة والسلام ما من داع يدعوا إلا كان بين ثلاثة إما أن يستجاب له وإما أن يدخر له يعني أفضل مما طلب وإما أن يكفر عنه من ذنبه ، ، وفي لفظ أو يدفع عنه من السوء مثله الإعراب للدعوات في محل رفع خبر مقدم وتأثير مبتدأ مؤخر وبليغ صفة تأثير والواو في وقد للحال على الأظهر وقد حرف تحقيق ولا يحسن أن تجعل للتقليل باعتبار القائل بنفيه كما لا يخفى وينفيه مضارع مرفوع بثبوت الياء والهاء في محل نصب مفعول راجع إلى التأثير وأصحاب بالرفع فاعل ينفي مضاف إلى الضلال ( وحاصل معنى البيت ) إن لدعوات المؤمنين تأثيرا بل يحصل فيه الرفق بليغا في صرف أثر القضاء المعلق على الدعاء لا القضاء المبرم وزعم المعتزلة نفي تأثيره مردود بالكتاب والسنة وإجماع الأمة كما تقدم تتمة اختلف المشايخ في أنه هل يجوز أن يقال يستجاب دعاء الكافر فمنعه الجمهور لقوله تعالى وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ولأنه لا يدعو الله تعالى لأنه غير عارف به لأنه وإن أقر به إلا أنه لما وصفه بما لا يليق به فقد نقض إقراره وما روي في الحديث من أن دعوة المظلوم وإن كان كافرا تستجاب محمول على كفران النعمة

115

نام کتاب : نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي نویسنده : محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست