نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 133
أساس مسؤوليته منحصرة في البلاغ لرسالات ربّه والتذكير بها ، وهي لا تتعدّي إلى الإجبار وفرض الإيمان على الناس ، وأنّه قد أدّى مهمّته دونما تقصير ، ولو أنّ الله أراد أن يجبر الناس على الإيمان لتصرّف بشكل آخر . وهذا الذي استنبطناه من الآيات المذكورة يطالعنا بصورة أكثر وضوحًا في آيات أُخرى من جملتها قوله تعالى : ( لَعَلَّكَ باَخِعٌ نَّفْسَكَ ألاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) . ( 1 ) وكذلك قوله سبحانه : ( فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثاَرِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَذَا الْحَدِيثِ أسَفًا * إنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أيُّهُمْ أحْسَنُ عَمَلاً ) . ( 2 ) فهذه الآيات تدلّ بوضوح على أن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كان يعاني غُصَصًا من تردّي الناس في أصفاد العقائد الوهمية وكراهتهم للحرّية وتقبّل العقائد الصحيحة ، كادت لشدّة حزنه أن تودي بحياته ، وما يستلفت النظر في الآيات الأخيرة التي نزلت تسليةً لخاطر النبيّ وسلوانا لمواساته ( صلى الله عليه وآله ) أنّ الإشارة في الآية الثالثة من سورة الشعراء إلى عدم الإكراه في الإيمان ، كما أشارت الآية السادسة من سورة الكهف إلى الحكمة في الحرّية ، وأنها اختبار للإنسان وتكامله . مكافحة العقائد الموهومة في الإسلام ربّما يستنتج ممّا سلف عن حرّية العقيدة وحرّية التعبير عنها أنّ الإسلام لا يسمح باتّخاذ أيّ إجراء من أجل مكافحة العقائد الواهية وتصحيح المعتقدات المجانِفة
1 . الشعراء : 3 و 4 . 2 . الكهف : 6 و 7 .
133
نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 133