نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 32
وفتحت له الأمصار ، القريبة والبعيدة : وأطاعه القاصي ، والداني ، أقبل يتجنى لي الذنوب ويسمع في السعايات ؟ قولوا له عني : إن ثبات تلك القلنسوة معذوق بهذه الدواة وإن انفاقهما رباط كل رغيبة وسبب كل غنيمة ، ومتى أطبقت هذه زالت تلك ، فإن عزم على تغيير فليتزود للاحتياط قبل وقوعه ، وليأخذ الحذر من الحادث أمام طروقه ، وأطال فيما هذا سبيله ، ثم قال لهم : قولوا للسلطان عني : مهما أردتم ، فقد أهمني ما لحقني من توبيخه ، وفت في عضدي . فلما خرجوا من عنده اتفقوا على كتمان ما جرى عن السلطان ، وأن يقولوا له ما مضمونه العبودية 7 والتنصل ، ومضوا إلى منازلهم ، وكان الليل قد انتصف ، ومضى يلبرد إلى السلطان فأعلمه ما جرى ، وبكر الجماعة إلى السلطان ، وهو ينتظرهم ، فقالوا له من الاعتذار والعبودية ما كانوا اتفقوا عليه . فقال لهم السلطان : إنه لم يقل هذا ، وإنما قال كيت وكيت ، فأشاروا حينئذ بكتمان ذلك رعاية لحق نظام الملك وسابقته ، فوقع التدبير عليه ، حتى تم عليه من القتل ما تم . ومات السلطان بعده بخمسة وثلاثين يوما ، وانحلت الدولة ، ووقع السيف ، وكان قول نظام الملك شبه الكرامة له ، وأكثر الشعراء مراثيه ، فمن جيد ما قيل فيه قول شبل الدولة مقاتل بن عطية : كان الوزير نظام الملك لؤلؤة * نفيسة صاغها الرحمن من شرف عزت فلم تعرف الأيام قيمتها * فردها غيرة منه إلى الصدف
32
نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 32