responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 146


قال الوزير :
ألم تسمع أيها العلوي قول العلماء :
إن كل أصحاب الرسول عدول ؟ [1] .



[1] قال العلامة المحقق المغفور له الشيخ محمود أبو رية رحمه الله : إن أمر عدالة جميع الصحابة أمر خطير ، كثر الكلام فيه وطال المراء حوله في كل العصور ، فهو من أجل ذلك يستحقق الاهتمام ، ويحتاج إلى الغاية حتى يعتدل الرأي فيه ، ويزول الاختلاف عليه . لقد اختلف المسلمون في هذه العدالة اختلافا كثيرا ، على حين إنها في نفسها قضية مسلمة فصل القرآن والرسول فيها ، وهي بذلك لا تدعو إلى الخلاف ، ولا تفتقر إلى جدال ، وهل يصح في قضية فصل القرآن والرسول فيها أن يدور حولها خلاف ، أو جدال ؟ ؟ . لقد غلا فيها قوم حتى قضوا بعدالتهم جميعا حتى من انغمس منهم في الفتنة ، أو نزل الكتاب بنفاقه ، بحيث لا يجوز أن يوجه إلى واحد منهم نقد ، أو تقابل روايته بشك ومن فعل ذلك فقد فسق . وهذا لعمرك إسراف في الثقة ، وإفراط في التقدير ، ثم هو غير ذلك يتعارض مع ما جاء في الكتاب والسنة في الأدلة القوية ، ولا يتفق والطبائع البشرية . إن القول بعدالة جميع الصحاة ، وتقديس كتب الحديث يرجع إليهما كل ما أصاب الإسلام من طعنات أعدائه ، وضيق صدور ذوي الفكر من أوليائه ! ذلك بأن عدالة جميع الصحابة تستلزم ولا ريب الثقة بما يروون ، وما رووه قد حملته كتب الحديث بما فيه من غثاء - وهذا الغثاء - هو مبعث الضرر ، وأصل الداء . . . فإذا نحن رفعنا صوتنا وقلنا : إن البلاء الذي يصيب الإسلام إنما يرجع إلى أمرين : عدالة الصحابة المطلقة ، والثقة العمياء بكتب الحديث التي تجمع بن الغث والسمين ، فإننا لا نبعد ولا نتجاوز الحقيقة . ولو نحن سلكنا السبيل القويم ، والتزمنا الحجة الواضحة ، واتبعنا منطق العقل واتخذنا المنهج الذي اتخذه علماء العصر في دراستهم للأمور غير متأثرين بأي أثر تقليدي ، أو عاطفي سواء في دراستنا لشخصيات الصحابة ، أو فيما رووه ، لبدا وجه الحق واضحا . ولظهر نور الإسلام ساطعا ولاعتصم المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بحبل الله متفقين غير متفرقين . أضواء على السنة المحمدية : ص 339 ، 304 الطبعة الثالثة لدار المعارف بمصر : 339 / 340 . وذكر الكاتب المصري الأستاذ صالح الورداني عن رأي ابن تيمية في الصحابة قال : إن فهم قضية الصحابة يعد مقدمة لفهم الإسلام ، وكشف حقيقة الأطروحة الإسلامية المعاصرة والتي قامت في الأساس على فقه الرجال لا فقه النصوص . فقد حكم أقوم بعدالة جميع الصحابة وحشدوا الكثير من النصوص القرآنية ، والنبوية المتعلقة بهم وطبقوها عليهم دون تمييز معتبرين المساس بالصحابة مساسا بالدين ، بغضهم ، أو نفقدهم زندقة وردة . وحتى يضبطوا المسألة ويحولوا بين المسلمين ، وبين معرفة الحقيقة أدخلوا مسألة الصحابة في صلب العقيدة ( * ) . ويقول الطحاوي : ونحب أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم . ولا نذكرهم إلا بخير . وحبهم دين وإيمان وإحسان . بغضهم كفر ونفاق وطغيان ( * ) ( * ) . . وعلى هذا الكلام إجماع القوم لم يخالف منهم أحد إلا أن هناك عدة ملاحظات تفرض نفسها على هذا الطرح : - إن موقفهم هذا موقف عائم لا تحكمه ضوابط . . - إن هذا الموقف يحمل تهديدا ، ووعيدا لمن يخالفه . . - إن الصحابة وقعوا في بعضهم ، وسب بعضهم بعضا . . - إن هذا الموقف يتناقض مع صريح نصوص القرآن . . وينبغي لنا أن نعرض مفهوم الصحبة في فقه القوم حتى يكون الأمر أكثر وضوحا . . يقول ابن حجر : أصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام . فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم ير ، ومن غزا معه ، أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره لعارض كالعمى . يقول ابن حجر : اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول . . ومن الواضح أن هذا التعريف لمفهوم الصحبة من شأنه أن يدخل كل من هب ودب من الناس في زمرة الصحابة وبالتالي ينال هذه المرتبة الشريفة ، ويرتفع مقامه في نظر الأمة ويجوز على ثقتها فلا تجد حرجا من التلقي منه . . وهذا هو الهدف من وراء تقويم مفهوم الصحبة بهذا الشكل الساذج . وهو الهدف أيضا من وراء الزجر والوعيد الذي رفع شعاره القوم لإرهاب كل من يحاول المساس بهذه القاعدة أو الخروج عليها . الإصابة في تمييز الصحابة - المجلد الأول . الخدعة : ص 93 - 95 . * العقيدة الواسطية لابن تيمية وهو من الكتب المنتشرة في مصر وكانت توزع نسخة مجانا . * * شرح العقيدة الطحاوية ط القاهرة وهذا الكتاب من أشهر كتب العقائد المنتشرة في الوسط الإسلامي بمصر .

146

نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست