نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 583
( يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ) [1] ، وقال : ( أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى ) [2] ، وقال : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم ) [3] . ثم المذمة لم تكن على اعتقاد الشفاعة ، أو التقرب زلفى ، بل على العبادة بهذا القصد ، والمراد بالعبادة أعمال خاصة كما بيناه . وقولك ( إن ذلك حقيقة دين المشركين ، كقوم نوح وعاد وثمود ) كيف ذلك ، وقد أخبر الله عنهم بقوله : ( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود ) ، إلى قوله : ( فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به ) [4] وأخبر عن قوم ( عاد ) أنهم قالوا لهود : ( وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ) [5] وعن قوم صالح أنهم قالوا له : ( أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا ) [6] وعن قوم شعيب أنهم قالوا له : ( أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ) [7] ، وعن قوم إبراهيم أنهم كذبوا الرسل . فهؤلاء الطوائف بصريح القرآن كذبوا الرسل ، وردوا قولهم ، وعاندوهم ، فلو كانوا مقرين لكانوا كفارا لكفر العناد ككفر إبليس . فيا أخي أقسمت عليك بمن خلقنا من تراب ، ثم أودعنا الأصلاب أن تترك الجدال ، وتتأمل في حقيقة الحال ، كيف تشبه أعمال المسلمين بأعمال عبدة الأصنام وغيرها مع أنهم أنكروا نبوة الأنبياء ، وردوا عليهم بعد أن أمروهم ، ولم يسمعوا لهم قولا ، ولا قبلوا لهم فعلا . ثم أنهم عبدوا طواغيتهم بالعبادة الحقيقية ، لاعتقاد أن لهم تصرفا في الأكوان ، أو في إرضاء الملك الديان ، وإلا لم يذمهم الرحمن ، ولا أنكر عليهم كل فعل كان . ثم تعللوا بأنا لا نقدر على عبادة الله سبحانه ، فنعبدهم ونكتفي بعبادتهم وهم يقربونا ، كما أوردنا بذلك بعض الروايات في بعض المقامات .
[1] القرآن الكريم : 5 / 116 ( سورة المائدة ) . [2] القرآن الكريم : 6 / 19 ( سورة الأنعام ) . [3] القرآن الكريم : 5 / 17 ( سورة المائدة ) . [4] القرآن الكريم : 14 / 9 ( سورة إبراهيم ) . [5] القرآن الكريم : 11 / 53 ( سورة هود ) . [6] القرآن الكريم : 11 / 62 ( سورة هود ) . [7] القرآن الكريم : 11 / 78 ( سورة هود ) .
583
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 583