نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 581
كشف الجواب عما تضمنه ذلك الكتاب من الإنكار على أكثر المسلمين في جميع الأقطار [1] . أقول : إن أريد بدعوة غير الله والاستغاثة إسناد الأمر إلى المخلوق على أنه الفاعل المختار الذي تنتهي إليه المنافع والمضار ، فذلك من أقوال الكفار . والمسلمون بجملتهم براء من هذه المقالة ومن قائلها ، وما أظن أن أحدا ممن في بلاد المسلمين يرى هذه الرأي ، ولا سمعناه من أحد إلى يومنا هذا . وإن أريد أن المدعو والمستغاث به له اختيار وتصرف في أمر الله تعالى ، فيحكم على الله ، فهذا أشد كفرا من الأول . وإن أريد دعاؤه والاستغاثة به للدعاء والشفاعة ، أو من التصرف في العبارة ، كما تقول : يا رحمة الله ، ويا بيت الله ، ويا عبد الله ، ولا تريد إلا نداء الله ودعاءه ، واستغاثته ، فهذا من أعظم الطاعات ، وفيه محافظة على الآداب من كل الجهات . وكون الدعاء عبادة إنما يجري في قسم منه ، وهو الطلب من الخالق المدبر الذي جل شأنه عن الأشباه والنظائر . ولو جعلت كل دعاء عبادة ، للزم أن دعاء ( زيد ) لاصلاح بعض الأمور ، أو دفع بعض المحذور ، وطلب الأفعال ، كلها من قبيل الكفر . فالسؤال ، والأزواج ، والعبيد ، والخدام في طلب المآكل والملابس مربوبون ، ومقابلوهم أرباب ، فيكون ذلك مكفرا ، وإن أقررت بالتخصيص خصصناه بما ذكرناه . وبيانه : أن لفظ ( الدعاء ) لا يراد به المعنى اللغوي ، وإلا لكفر جميع الخلق ، فالمراد دعاء العبودية والمربوبية ، كمن دعا الأصنام أن الصالحين ، مع إعتقاد ربوبيتهم ، وقصد عبوديتهم ، مكتفين بها عن عبادة الله ، أو مشركين أولئك مع الله لقصد وصول النفع
[1] ورد في النسخة المطبوعة : والله الملهم للسداد والصواب ، فنقول : أما ما ذكرت من الإنكار على كثير من الناس الاستغاثة بغير الله ودعوة غير الله .
581
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 581