نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 570
أجاب بالحق قيل له : نم نومة العروس ، وإلا فتح له باب إلى قبره يكون معذبا إلى يوم القيامة [1] . وعن البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : يأتيه ملكان يجلسانه ، ثم ذكر أنهما يسألانه ، فأن أجاب بحق ، فتح له باب إلى الجنة ، فيأتيه من روحها وطيبها ، وإلا يفتح له باب إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها . إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة الدالة على أنهم في قبورهم يتلذذون ويتألمون ، وهذا من توابع الحياة ولوازمها . وكيف كان فقد بلغت هذه الأخبار فوق التواتر ، وبعد عموم قدرة الفاعل المختار ، لا بعد ولا غرابة في مداليلها . وما دل من الكتاب والسنة على أن الأحياء يكون عند النفخ في ( الصور ) ، فقد بينا أن المراد : إما الحياة على النحو المعهود من تلك الأشخاص الخاصة بعينها ، أو يراد أنه يوم البروز والظهور على عيون الأشهاد . وإذا تبين بهذه الأخبار المتواترة ، أنهم يسمعون ويعقلون ويعرفون من يخاطبهم ، صح لنا أن نخاطبهم مخاطبة الأحياء فنلتمس دعاءهم ، ونقسم عليهم بالأقسام في أن يكونوا شفعاء لنا في الدنيا وفي يوم القيام ، لأن الشفاعة أظهر فرديها أنها دعاء خاص ، واختصاص الخواص بها باعتبار قبولها . فلو قال قائل لنبي ، أو وصي ، أو عبد صالح : إشفع لي ، أو ادع لي ، أو أغثني ، أو أعني ( أي بدعائك ) ، أو قال : إقض لي حاجتي ، أو ارزقني مالا ، وأدفع الضرر عني ، ونحو ذلك ولا يريد سوى التوسط بالدعاء وسؤال الله ، لم يكن عليه شئ . وقد وقع كثير من ذلك في كلام الصحابة والتابعين ، بل ربما كان هذا التعبير أولى ، لدلالته على قرب منزلة العبد عند مولاه واحترامه ، فتكون شهادة له بنبوته ، وقرب منزلته . وليس على من قال للعبد المقرب ، أو إلى الخادم المقرب : إقض حاجتي ، ( بمعنى اسع لي في قضاءها عند مولاك ) ، بأس ، بل هو أنسب في التواضع إلى المولى . وأما من قال مثل ذلك معتقدا أن الأنبياء والأوصياء بأيديهم الأمر أصالة ، يفعلون ما يشاؤون ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
[1] سنن الترمذي ( كتاب الجنائز ) ، باب 70 - ما جاء في عذاب القبر حديث 1071 .
570
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 570