نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 546
لعبادة الملك العلام ، كانوا كالأنعام أو أضل سبيلا ، وقد رفع الله عنهم الشقاق ، وحصل بينهم الاتفاق ، وفرقوا بين الحلال والحرام ، وتوجهوا لأوامر الملك العلام . ويؤيد ذلك ما رواه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : اللهم بارك لنا في شآمنا ، الله بارك لنا في يمننا ، قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ، فقال : اللهم بارك لنا في شامنا ، وفي يمننا ، ثم قالوا : يا رسول الله وفي نجدنا ، فأظنه قال في الثالثة : هناك موضوع الزلازل والفتن ، وبها ( مطلع ) قرن الشيطان ، رواه البخاري [1] . وإلحاق غير أهل ( نجد ) بهم من قياس الشاهد على الغائب . وكيف يخفى على فحول العلماء ، وأساطين الفقهاء الذين أقاموا الجمعات والجماعات ، وأقاموا الأحكام ، وأوضحوا الشبهات ، وأمعنوا نظرهم في فهم الآيات والروايات ، أن الذبح لا يكون إلا لجبار السماوات ؟ مع أن ذلك تلقاه عن الأكابر الأصاغر ، وعن الأوائل الأواخر . فلم يزل أهل الإسلام من قديم الأيام يذبحون للأنبياء والأوصياء والعباد الصالحين ، ويهدون الثواب إليهم طلبا لمرضاة رب العالمين . واختيارهم للأماكن الشريفة ، كحرم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحوه ، لما ورد من أن الأعمال يتضاعف أجرها لشرف الزمان والمكان ، كشرف الكوفة . روى الأصبغ بن نباتة [2] عن أمير المؤمنين عليه السلام أن الخضر قال له : إنك في مدينة لا يريدها جبار بسوء إلا قصمه الله . وروي أن البركة فيها على اثني عشر ميلا من سائر جوانبها . وإن المسلمين كافة يتبرؤون ممن يدعو غير الله ، أو يستغيث بغير الله ، أو يذبح وينحر لغير الله ، أو يحلف بغير الله ، على النحو الذي وقع في نظركم أنهم يقصدونه ويتعمدونه ، ومعاذ الله أن يكونوا كذلك . والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لو علمت منهم ذلك ، لكفرتهم ، وهاجرت عنهم ، معتقدا وجوب ذلك علي ، لكن وحق من اشتق من ظلمة العدم نور الوجود ، ما وجدت ذلك منهم ، ولا صدر ذلك عنهم ، ولا بأس عليكم فربما افترى الحاضرون لديكم تقربا بذلك إليكم ، فأقتصر على حدودك التي أنت فيها ، فأن النفس إذا قنعت ، قليل من الدنيا يكفيها .
[1] صحيح البخاري : ج 9 ( باب الفتن ) ، حديث 16 ، وسنن الترمذي ( كتاب المناقب ) ، حديث 73 . [2] الأصبغ بن نباتة المجاشعي التميمي الكوفي ، توفي أوائل القرن الثاني الهجري .
546
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 546