نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 544
ويطلبون إعانتهم ومساعدتهم ، بل الرؤساء لم يزالوا يستغيثون بجنودهم وأتباعهم ويندبونهم . فعلم أنه لا يراد بهذه المذكورات ، المعاني السابقات ، وتعين إرادة المعاني الجديدة ، فصارت بذلك من المجملات والمتشابهات ، فلا يجوز الحكم بمقتضاها ، إلا في الموضع المعلوم دون المشكوك والموهوم . وإنما هو خطاب الوضيع لمن شأنه رفيع ، على أن يكون ملك التصرف ، أو خدمته الخاصة لرفعته الذاتية ، وشرافته الأصيلة ، من دون أمر آمر ، ولا تكليف مكلف ، بل من مجرد الابتداع والاختراع . وأما ما كان عن أمر آمر ، فالمعبود هو الآمر ، ولا فرق بين أن يقول : ضع جبهتك في الصلاة على الأرض ، أو على بدن إنسان ، أو غير ذلك ، وبين أن يقول : ضعها على ( قبر ) كذا ، أو ( حجر ) كذا . وإنما كفر عبدة الأصنام ، لأنهم فعلوا ما يعد عبادة من دون أمر الله ، ولأنهم خالفوا أنبياء الله في نهيهم عن تلك الأشياء ، فكانت قصد تقربهم فيما نهى الله عنه . إما بناء على أن الأصنام للجبار قاهرون ، فيقربونهم قهرا ، أو كان استهزاء بالرسالة ، وتكذيبا لهم ، وكل من الكافرين أعظم من الآخر ، فأن المتقربين محصل كلامهم أنا نخالف أمر الله ، وأمر رسوله ونعبد ما نهينا عن عبادته ليقربنا إلى الله . المقصد الثالث في الذبح لغير الله لا يشك أحد من المسلمين في أن من ذبح لغير الله ذبح العبادة ( كما يذبح أهل الأصنام لأصنامهم حتى يذكروا على الذبائح أسماءهم ، ويهلون بها لغير الله ) - خارج عن ربقة المسلمين ، سواء اعتقدوا آلهيتهم ، أو قصدوا أن يقربوهم زلفى ، لأن ذلك من عبادة غير الله تعالى . وأما من ذبح عن الأنبياء أو الأوصياء ، أو المؤمنين ليصل الثواب إليهم ، كما يقرأ القرآن ويهدى إليهم ، ونصلي لهم وندعو لهم ، ونفعل جميع الخيرات عنهم ، ففي ذلك أجر عظيم ، وليس قصد أحد من الذابحين للأنبياء أو لغيرهم سوى ذلك .
544
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 544