responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 529


لذلك لخطاب ( يا أيها الذين آمنوا ) [1] إلى غير ذلك .
وكذا في الفروع الفقهية ، فأن كلا من الفقهاء له مأخذ من الكتاب والسنة ، مغاير لمأخذ صاحبه ، كما لا يخفى على المتتبع ، فلمن أراد أن يبيح جميع الأشياء قوله تعالى : ( خلق لكم ما في الأرض ) [2] ومن قصر التحريم على أربعة استند إلى ما دل على تحليل جميع الأشياء ما عدا الميتة ، والدم ، ولحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله ، من جميع ما خلق الله . والحاصل أن كل من أراد العناد والعصبية ، فله مدرك يتشبث به من آية قرآنية ، أو سنة محمدية ، ويكون صاحب مذهب ورأي ، يباحث الفضلاء ، ويناظر أساطين العلماء ، ما لم يكن له حاجب من تقوى الله . ولقد أجاد بعض القدماء ، من فحول العلماء حيث يقول : إن المسائل الشرعية عندي بمنزلة الشمع اللين ، أصوره كيف شئت لولا تقوى الله . ونقل أن بعض الفضلاء أخذ قطعة من قرطاس في محفل من الناس ، فأورد عليهم براهين على أنها قطعة ذهب ، حتى أقروا بذلك .
ولكن من أراد رضا الجبار ، ورجا الفوز بالجنة ، وخاف عذاب النار ، ينظر إلى المعادلة في الدلالات ، ثم ينظر المرجحات الخارجيات ، وأولاها التأمل في طريقة الصحابة وسيرتهم ، فأنها أعظم شاهد على ما حكم به الجبار ، وجرت عليه سنة النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم فأن لكل ملة طريقة يرجعون إليها ، ويعولون عند وقوع الاشتباه عليها .
وقد يحصل العلم بما عليه الأمراء ، من النظر إلى عمل أتباعهم ، وأشياعهم ، ورعاياهم ، وخدمهم ، وحشمهم ، لأن الأثر يدل على مؤثره ، والمنتهى يدل على مصدره .
وبعد العهد بيننا وبين زمان ( الصدور ) ، ربما أخفى علينا كثيرا من الأمور ، فإذا حصل الاجماع والاتفاق ، ارتفع النزاع والشقاق ، وكذلك إذا اشتهر أمر بين السلف وظهر ، فلا وجه للانصراف عنه إلى ما شذ وندر .
فقد علم أن الميزان الذي لا عيب فيه ، ولا نقص يعتريه ، هو الرجوع إلى كلام الصحابة ، والتابعين ، وتابعي التابعين ، لأنه موضح وكاشف لحكم سيد المرسلين .



[1] القرآن الكريم : 2 / 104 ( سورة البقرة ) .
[2] القرآن الكريم : 2 / 29 ( سورة البقرة ) .

529

نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 529
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست