نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 520
ورأيت أن أشرح في الحال رسالة على وجه الاختصار ، مستمدا من فيض الواحد القهار ، وسميتها ( منهج الرشاد لمن أراد السداد ) . فاقسم عليك - بمن جعلك متبوعا بعد أن كنت تابعا ، ومطاعا بعد أن كنت لغيرك مطيعا سامعا ، وأعزك بعدما كنت ذليلا ، وكثر جمعك بعدما كان نزرا قليلا - أن تنظر ما رسمته سطرا سطرا ، وتمعن في تحقيق ما رقمته نظرا وفكرا ، متوحشا من الناس وقت النظر ، متحذرا من النفس الأمارة كل الحذر ، طالبا من الله كشف الحقيقة ، سالكا في المناظرة واضح الطريقة ، فلعله يظهر أنه ليس بيننا نزاع ، فنحمد الله على الإتفاق والاجتماع . وقد رتبتها على مقدمة ، ومقاصد ، وخاتمة . أما المقدمة ، فتشتمل على ثلاثة فصول : الفصل الأول في أن الافعال والكلمات تختلف باختلاف المقاصد والنيات فمن قال : يد الله ، وعين الله ، وجنب الله ، وأراد الجوارح على نحو ما في الأجسام ، أو قال : إن الله على العرش استوى ، أو في جهة الفوق ، وأراد الحلول والاختصاص التام ، أو أسند الرحمة إليه ، أو الغضب ، وأراد رقة القلب ، أو ثوران النفس على نحو ما يعرف بين الأنام ، أو أسند الرزق إلى المخلوق ، أو دعاه ، أو استغاث به على نحو ما يسنده إلى الملك العلام ، كان خارجا عن مقالة أهل الإسلام . وأما من قصد بها معاني أخر ، فليس عليه من بأس ولا ضرر . وليس هذا كصنيع المشركين ، فأن الفرق ظاهر ، كما سنبينه كمال التبيين ، فالمستغيث بالمنسوب مستغيث بالمنسوب إليه ، والمستجير بالمكان مستجير بمن سلطانه عليه . فمن أراد الأستاجرة والاستغاثة ب ( زيد ) فله طريقان : أحدهما : أن يهتف باسمه . وثانيهما : أن ينادي بصفاته ، أو مكانه ، أو خدمه . وثانيهما أقرب إلى الأدب ، وأرغب لطباع أرباب الرتب ، فلا يكون المستغيث ببيت الله ، أو بصفات الله ، أو برسل الله ، أو المقربين عند الله ، إلا مستغيثا بالله ، فكلما دعا
520
نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 520